برنسيس إيكاروس

Tuesday, April 30, 2013

كل شيء حبر على ورق



كتبت منى الشافعي
***

كل شيء حبر على ورق

تم النشر في 2013/04/07 في جريدة القبس
*****
• أكياس النايلون التي نتعامل بها يوميا في الأسواق والجمعيات سموم تهدد صحتنا.. فلماذا لا نستبدلها بأكياس صديقة للبيئة؟
************************
نعرف جيدا أن الأكياس البلاستيكية (النايلون)، سموم قاتلة، تهدد صحة الإنسان، وتهلك البيئة، لأن اضرارها جدا جسيمة، فالبيئة تحتاج لعشرات السنين لتفكيكها وتحليلها، لذا اعتبرت أكثر النفايات ضررا على البيئة وصحة الإنسان. فلو تركت على الأرض، فهي قادرة على قتل اي حيوان يأكلها، كما انها تقضي على ملايين الطيور البحرية والاسماك والاحياء المائية، حين تترك على سطح البحر، وتأكلها هذه الاحياء.
أما أكثر مضارها على صحة الإنسان، فحين تستخدم في عملية الطبخ، لأنها حين تذوب بفعل الحرارة وتصل إلى الطعام تسبب الأمراض. وفي حال حرقها بدلا من ردمها، فهي تلوث التربة، والهواء، والماء.. وهذه ستعود على الانسان سلبا. ويخبرنا العلم ان هذه الأكياس صعب تدويرها واعادة تصنيعها / ري سايكل.
***
الدول المتحضرة قطعت شوطا كبيرا لتحويل الأكياس البلاستيكية الى اكياس صديقة للبيئة، فمثلا بلجيكا وفرنسا تستخدمان أكياسا بلاستيكية مقواة متعددة الاستخدام، وأميركا لجأت الى استخدام الاكياس الورقية، والى حقيبة التسوق من القماش.
***
أين نحن في الكويت من هذه الثقافة البيئية الاجتماعية الحضارية الناجحة؟!.. فحين نقرأ ان الكويت تستهلك حوالي ستة مليارات ونصف المليار، من هذه الأكياس الضارة، سنويا، نرتد الى الوراء خوفا وجزعا! لأن ديرتنا مساحتها صغيرة على تحمل هذه النفايات غير القابلة للتحلل والضارة بالصحة والبيئة، اضافة الى النفايات الاخرى التي بدأت تتكوم بأطنان كبيرة، لتغزو مساحات كبيرة من الاراضي، خصصت للمرادم.
بصراحة، سمعنا كثيرا عن مصانع تدوير النفايات، وعن مشاريع اخرى ستستفيد من هذه النفايات، وعن صناعة اكياس بلاستيكية قابلة للتحلل، ولكن مع الأسف، يبدو ان هذا كله حبر على ورق.
يا جماعة لنتحول الى تصنيع الاكياس الورقية، وان كانت هذه العملية صعبة في الوقت الحاضر، فصناعة اكياس من القماش اسهل بكثير، فمشاغل الخياطة، والعمالة متوافرة بكثرة في الديرة، فلا أسهل من تصنيعها وتزويد الجمعيات التعاونية والاسواق الاستهلاكية بكميات منها.
 
منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
alshafei_m@
 

شبابنا ثروة ديرتنا !


كتبت منى الشافعي
****
 

شبابنا ثروة ديرتنا..


تم النشر في 2013/04/14 في جريدة القبس
*****
• حتى لا يصاب شبابنا بالإحباط يجب إعطاؤهم الفرصة، ومنحهم الثقة ليتسنى لهم تلمس طريقهم إلى المستقبل بلا عوائق.
********************

آلمني ما قرأته أخيرا في صحيفة القبس تحت عنوان، «صُنّاع عقول الأجيال يشتمون تلاميذهم.. فأين القدوة؟.. تدني لغة الحوار بين المعلم والطالب مؤشر خطير».
وآلمني أكثر حين قرأت ان «إدارات مدرسية تسعى الى طمطمة المشكلات.. والتستر على المعلمين الشتامين».. «هوشات متكررة بين أولياء الامور ومعلمين وافدين شتموا ابناءهم».
أيها المعلم، هناك اساليب اخرى للتربية والتهذيب غير الشتائم وخصوصا الثقيلة، لا اعتقد انك تجهلها وانت المعلم والمربي في المقام الأول، فهناك اسلوب حوار راق وحضاري تستطيع ان تستخدمه في حال اخطأ التلميذ في حقك.
***
لقد أصبح الحديث عن عيالنا الشباب هاجسنا اليومي، وبالتالي، الاهتمام بشبابنا مطلب وطني سنظل نتحدث عنه ولن نغفله أبدا، لأن الشباب عندنا يشكلون جزءا مهما من نسيج مجتمعنا.. ولأنهم يشكلون نسبة كبيرة من عدد السكان، تقارب %69، كما انهم مستقبل الديرة، وقدرة كبيرة على العطاء لمجتمعهم ووطنهم. وبما اننا نسعى لخلق وتشكيل انسان الغد، الطموح، الواعي، المتماسك الذي يستطيع ان يفرض نفسه، ويثبّت اقدامه على ارض هذا الواقع المتحرك، السريع، وأن يقاوم بثقة وقوة ثقل التحديات العالمية التي تحيط به اليوم، والتعايش معها في الغد القريب والبعيد الذي مازلنا نجهل تفاصيل ابعاده، ومتغيراته الجغرافية والسياسية والاقتصادية، وحتى الاجتماعية.. وبما اننا نملك ولله الحمد طاقات شابة، متحمسة، جادة، واعدة، مصرّة وطموحة، فبالتالي يجب ان نذلل لها كل المعوقات والصعوبات والاحباطات التي تعترض طريق طموحها، وتقف حجر عثرة امام تحقيق احلامها، وذلك بتكاتفنا جميعا: البيت، وزارة التربية، والمجتمع بكل مؤسساته الخاصة والعامة، ونساعدها بما نملك من قدرات وإمكانات كل وفق موقعه. فالشباب يحتاجون منّا الى توجيه كل العناية المطلوبة، والالتفات الى حل مشاكلهم.
***
حين نخلق هذه الأجواء الحوارية الهادئة، الحضارية، المسكونة بالحب والاحتواء والاحترام بيننا، كمربين ومعلمين وبين شبابنا، سنخلق حتما شبابا، واعيا مدركا، مفكرا خلاقا، وجسورا يحافظ على مستقبله، ومستقبل ديرته ومجتمعه.


منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
alshafei_m@

لنكسر الأقلام

 

كتبت منى الشافعي
*****

لنكسر الأقلام


• لا أحد يستطيع حبس الهواء في كأس، لان حرية التعبير متنفس حضاري لكل الأفكار المبدعة والخلاقة في أي بلد بالعالم، خصوصا في عصر التواصل الاجتماعي الالكتروني.


من أهم عناصر الهوية الثقافية لكل أمة، وجود مساحة واسعة من الحرية، يتحرك خلالها الفرد/ المواطن ضمن إطارها الجميل الجذاب، حتى يتسنى له المشاركة الفاعلة في كل الأمور الثقافية لبلده من موقعه، والأهم شعوره بتلك الحرية والتوحد معها برغبة عالية.
كنا في ديرتنا الحرة الجميلة ولا نزال حتى اليوم نتمتع بمساحة من الحرية نُحسد عليها من الأشقاء قبل غيرهم.
والحمد لله أغلبنا يمتلك رقابة ذاتية بحيث يحاسب نفسه على كل كلمة يكتبها، أو يتفوه بها من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة والالكترونية، قبل أن يحاسبه الرقيب. ولن ننكر هنا وجود من يتخطى بخطابه الخط الأحمر، وهؤلاء قلة.
***
اليوم، وقد أصبح العالم أصغر حتى من قرية، وتراكمت امام الإنسان في كل مكان، التكنولوجيا الحديثة، من وسائط التواصل الاجتماعي، (الفيسبوك والواتس آب والانستغرام والتويتر والمدونات)، وغيرها من نوافذ ومواقع الكتابة الالكترونية، بفضائها الواسع الرحب، الذي يتسع كل يوم للجديد والحديث والمتطور من هذه التقنيات، التي لا غنى عنها في عصرنا هذا.. ومع كل هذا الانفتاح الفضائي العالمي المستمر، فوجئنا بمشروع قانون الإعلام الموحد من حكومتنا الرشيدة، التي تنادي بالتنمية، متناسية أن التنمية في كل مجالاتها تتطلب حرية خصوصا تنمية الثروة البشرية!
فهل نكسر الأقلام وندلق الأخبار يا حكومتنا؟!
نعرف جيدا أن الحياة السياسية هذه الأيام معقدة وشائكة في الداخل والخارج، ولكن يجب ألا تؤثر سلبا هذه الأمور في حرية الفرد في التعبير عن رأيه، وهو حق كفله له الدستور الكويتي.
بصراحة كمبدعين وكتَّاب ومثقفين، ستظل أوراقنا ناصعة البياض، لأن الكتابة الإبداعية خصوصا لا تنمو إلا في ظل الحرية، فهي أوكسجين الإبداع.. فكيف نتنفس لنكتب؟!.. ما الداعي إلى هذا التراجع اللاحضاري الذي سيفقد ديرتنا الجميلة مكانتها، كبلد الحريات بين الدول الأخرى المتحضرة؟!



منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
alshafei_m@