برنسيس إيكاروس

Saturday, January 24, 2009

* رائحة الكويت *


******************


** كتبت منى الشافعي **
*****************
من بين كل هذه الفوضى المختلطة التي تغزو العالم.. وتلك الازمات الاقتصادية العالمية والمحلية التي فوجئنا بها.. والصراعات العرقية والقبلية والطائفية المتقافزة هنا وهناك.. والمشاحنات السياسية المحلية قبل العالمية.. وتلك الفتاوى اليومية المثيرة للدهشة والجدل.. ناهيك عن المتغيرات والمستجدات الكونية المتلاحقة.. الحروب العدمية التي حصدت الاخضر واليابس.. وكل انواع المتفجرات وألوان الرصاص الذي ازهق ارواح الابرياء في شتى ارجاء هذا الكون.. من بين كل هذا العدم وذاك الدمار وتلك الاوجاع، هناك مولود جديد يستقبل الحياة بصرخته الاولى البريئة، وهناك ام تنسى كل تلك المنغصات الحياتية لترضع طفلها رحيق الحياة من صدرها الحنون.

***
هكذا نحن ـــ ككويتيين ـــ ما دامت الحياة مستمرة من حولنا بحلوها ومرها.. وما دامت الكويت، تلك الام الرائعة التي كانت ولا تزال ترضعنا الحياة من صدرها الكريم وتعتني بنا حتى بعد الفطام.. فلماذا نلهث كالمجانين وراء الامور الحياتية المادية التي تصب في المصلحة الشخصية مبتعدين اميالا وامتارا عن مصلحة الآخرين ومصلحة ديرتنا الام الحلوب؟! لماذا لا نحول انظارنا وقلوبنا نحو الامور الاخرى والصور الجميلة الاكثر محبة ولهفة في الحياة.. ولادات جديدة ترطب يباس أيامنا.. لهو صغارنا وصياحهم.. صراخ شبابنا وعراكهم.. الاصدقاء وثرثرتهم.. شجار زوجاتنا ـــ أزواجنا وقبلات ما بعد العتب.. مواء قطة تائهة.. هفهفة وردة جورية.. فهل ندرك روعة ومتعة هذه اللحظات البسيطة وإيقاعها السحري الذي يدغدغ احاسيسنا الانسانية ويوقظ مشاعرنا الغافية؟!

***
لنفترض اننا في يوم ما كبونا.. فتألمنا وتوجعنا.. كما حالتنا هذه الايام المحاطة بأكثر الازمات صعوبة، فلماذا نثور ونغضب او نتباكى ونقف في الساحة مكتوفي الايدي واليأس يتأكلنا من الداخل؟.. لماذا لا ننهض بقوة الجماعة، نتكاتف، نتآزر، نتلاحم، كي نعزز نسيج الوحدة الوطنية وروح التعاون على كل المستويات العامة منها والخاصة، يحركنا الاحساس بالمسؤولية في هذه المرحلة الصعبة، كواجب وطني، وبالتالي نستطيع ان نقهر ونتخطى تلك الحالات والمشاكل المستجدة التي اغرقتنا بأبعادها وآثارها المادية والمعنوية كأسرع من الليزر، مثل الحالة الاقتصادية المتدهورة والحالة السياسية المتأرجحة والحالة الرياضية التعيسة والحالة الصحية المريضة والحالة التعليمية الاكثر وجعا.. و.. و.. وغيرها
فتفعيل المشاركة الاجتماعية الكاملة، وبذل كل الطاقات والامكانات والقدرات وادارة الازمات بشيء من الحكمة والحنكة، وبكثير من الصبر والروية، لوضع الحلول السريعة الصحيحة، كفيل بإنقاذ هذا الوطن من الغرق وتجنيبه مثل تلك الهزات القوية مستقبلا، وبالتالي نعزز بقوّة مقدرات بلادنا ونحافظ على مدخرات الاجيال القادمة ونحميها من العبث والضياع، المهم كيف نتعامل بصدق وشفافية مع تلك التحديات والمتغيرات والمستجدات كي نجعل الكويت الجميلة اكثر بهجة وحلاوة، فالكويت يا جماعة امانة في قلوبنا واعناقنا، غير متناسين اننا جميعا نستنشق رائحتها الطيبة الزكية في اللحظة نفسها، وفي كل يوم هناك بدايات جديدة.


m_alshafei@hotmail.com

Thursday, January 01, 2009

سياتل مدينة الزمرد

مونت رينيير

























السوق الشعبي





















سبيس نيدل

































*********


سياتل ...Seattle
مدينة الزمرد
********
قضيت أياماً ممتعة متنقلة بين معالم مدينة سياتل الجميلة، التي تعتبر أكبر مدن شمال غرب الولايات المتحدة الأميركية المطلة على المحيط الهادي، والتي تقع في ولاية واشنطن.. تكمن أهميتها بعلاقاتها التجارية مع الدول الآسيوية ومن أهيمتها أيضاً انها ميناء كبير ومعبر بحري إلى ولايتي آلاسكا وهاواي وكندا.. تُعرف باسم مدينة الزمرد

Emerald City

تمتاز المدينة بجامعة واشنطن التي تُعد من أكبر الجامعات الأميركية، كما تعتبر المدينة من أكثر المدن الأميركية اهتماماً بالتعليم.

تشتهر مدينة سياتل بصناعة طائرات بوينغ
Boeing

.من المفارقات اللطيفة ان صاحب مقاهي ستاربكس
Star Bucks
من سكان المدينة حيث افتتح أول فرع لسلسلة هذه المقاهي في مدينة سياتل.. ومن مواليدها وسكانها أيضاً، عمالم
البرمجيات الأميركي بل غيتس
Bill gates
*********
.المعالم الشهيرة
*********
من أشهر معالمها السياحية برج سبيس نيدل
Space Needle Tower

ذو الشكل الجميل المميز.. وجبل مونت رينيير
Mount Rainier
بقمته الجليدية الشهيرة.. كما تشتهر المدينة بسوقها الشعبي التاريخي
. Pike Place Puplic Marke
.برج سبيس نيدل
***********
افتتح البرج عام 1962.. يصل ارتفاعه إلى 184 متراً وعرضه 42 متراً.. ويزن 9550 طناً.. ومن الجدير بالذكر ان البرج سُجل
المعالم التاريخية في أميركا.. فقد زاره حتى عام 2007 نحو 45 مليون زائر.

*********
الرحلة إلى الأعلى
********
بدأت رحلة الصعود بنا، عندما تحرك المصعد الكهربائي لمدة 43 ثانية لنصل إلى أعلى مكان في البرج.. ذلك بعد ان استمتعنا بمشاهدة المدينة بمبانيها الكبيرة ومعالمها الواضحة وكل حراكها اليومي تتحول من حجم صغير إلى أصغر حتى أصبحت بكل تنوعاتها كعلب الكبريت.. وذلك من خلال المصعد الزجاجي الذي يقلنا.. فكان منظراً جميلاً رائعاً بثوانيه القليلة.قضينا ساعات نتجول داخل البرج الذي يضم مقهى جميلا ومطعما أجمل.. ومحلات صغيرة لبيع الهدايا البسيطة وأماكن للجلوس والراحة والمشاهدة، كما ويستطيع الزائر من خلال جزء البرج الخارجي – الدّوار – ان يستمتع بمناظر المدينة الجميلة المتغيرة بكل الاتجاهات وهو واقف في مكانه، تساعده المناظير المكبرة والخرائط الالكترونية للتعرف على اسماء الاماكن ومواقعها.من اجمل المشاهدات وسط المدينة الكبير المترامي المكتظ بعماراته الشاهقة واسواقه التجارية الواسعة، وساحاته المزينة بالنوافير باشكالها واحجامها، وكثير من المعالم الترفيهية الاخرى مثل مبنى الموسيقى غريب الشكل وغيره، كما شاهدنا بوضوح قمة جبل «مونت رينيير الجليدية» والجزر المحيطة بمدينة سياتل وميناء المدينة وانواع واشكال واحجام السفن الراسية والمتحركة.يمتاز اسفل البرج بمحلاته التجارية الكبيرة المتنوعة بحيث تتيح للزائر بعد قضاء يومه بأعلى البرج ان يعود وهو محمل بالهدايا الجميلة المختلفة، وطبعا قضينا اكثر من ساعة للتبضع من هذه المشتريات كهدايا للذكرى

********
السوق الشعبي
********
قضيت اكثر من يوم متجولة بين مباني السوق الشعبي الكبير، الذي يقع وسط مدينة سياتل ويطل على جون اليوت
Elliott
بمساحة قدرها 36000 متر مربع، بُني على حافة احد التلال المسطحة المطلة على الجون لذا فهو يتكون من عدة ادوار طبيعية متفاوتة في الارتفاع.يعتبر هذا السوق من اهم المعالم السياحية الشهيرة التي تجذب السياح في مدينة سياتل.. افتتح عام 1907، ويعد من اقدم الاسواق الشعبية واجملها في اميركا، لذا سجل كمعلم اميركي تاريخي.في العام الماضي 2007 وتحديدا في 17 من شهر اغسطس احتفل السوق بمرور مائة عام على انشائه، ولقد اقيمت اجمل الاحتفالات واروعها ابتهاجاً بهذه المناسبة التاريخية.


بصراحة، يمكن القول انه من اجمل الاسواق الشعبية التي تقع عليها عين الزائر بحيث تظل صورته مطبوعة في الذاكرة لفترات طويلة، وذلك لتميزه بامور كثيرة، فهو سوق شعبي كبير وقديم يضم مجموعة من المحلات التجارية المتميزة ذات طابع خاص، سواء بمحتوياتها او بطريقة عرضها، منها محلات صغيرة لبيع جميع انواع الصناعات الحرفية اليدوية ذات الدقة المتناهية في الصنع وذات جمال جذاب وحرفنة متأصلة، كما يضم السوق محلات اخرى لبيع هدايا متنوعة وحلويات ومأكولات اخرى، وغيرها من البضائع التي تجذب السائح والعاب خاصة بوتيكات الانتيك ومحلات صغيرة لبيع الكتب المتخصصة بكل انواع الفنون والحرف اليدوية، كما ويضم المكان عددا من الاسواق المتخصصة الاخرى واشهرها سوق المنتوجات الزراعية، من خضروات وفواكه طازجة.. وسوق السمك الذي يشتهر ببيع أجود أنواع سمك السالمون الشهير، وهناك سوق الزهور والورود المختلفة الأنواع والأشكال والألوان والرائحة العطرية، ناهيك عن العربات المتحركة التي تحي بالمباني وتملأ كل فضاءات المكان لتعرض أنواعاً وأشكالاً من البضائع الحرفية والفنية الرائعة

في هذا السوق تكثر المقاهي الموزعة في كل الاتجاهات وتنتشر المطاعم العائلية الصغيرة والكبيرة بأصناف طعامها وتعدد مصادره، كما يضم السوق عدداً من السوبر ماركت المزودة بأغلب أنواع المأكولات والمشروبات، والغريب ان واحداً من هذه المحال متخصص بأجود أنواع التوابل التي لا نجد بعضها في أسواقنا.ومن مميزات هذا السوق التاريخي العريق أنه محاط بالمناطق التجارية في المدينة، وذلك عامل جذب للسائح والزائر والعابر، كما ويتميز بوجود عدد من العمارات الكبيرة ذات طابع معماري قديم وجميل خصصت لسكن ذوي الدخل المحدود مما زاد في شعبية هذا السوق وحيويته واستمراريته

***********
جبل.. «مونت رينيير


*******
يعتبر هذا الجبل من أجمل وأشهر المعالم السياحية المحيطة بمدينة سياتل، حيث يقع في منطقة أكبر الغابات في ولاية واشنطن، تلك الغابات الطبيعية والمنتزهات التي تحمل اسمه

mount Rainier National Park

كلما تلفت حولك وأنت في مدينة سياتل، تقع عيناك على قمة جبل مونت رينيير الشهيرة المغطاة بالجليد، ومن الحقائق الجغرافية ان سكان مدينة بورتلاند في ولاية اوريغون، وسكان مدينة فكتوريا في كندا، يشاهدون بوضوح قمة مونت رينيير التي يغطيها الجليد طوال العام، هاتين المدينتين تتشاركان في الحدود مع مدينة سياتل.تعتبر قمة جبل مونت رينيير أعلى قمة في ولاية واشنطن

V.S. State High Point،

حيث يقدّر ارتفاعها بنحو 4392 متراً، ولقد أثبتت الأبحاث العلمية ان الجبل موجود منذ 500 ألف سنة، أي منذ العصر الحجري، أما آخر انفجار حصل له فكان في عام 1894.يقع الجبل على بعد 87 كيلو متراً جنوب شرق مدينة سياتل، ويضم ثلاث قمم تسمى أعلاها كولومبيا كرست Colombia Crest

، أما الأشجار التي تملأ الغابات وتزيدها روعة وجمالاً وتحيط بالجبل بكل خيلاء، يزيد عمرها على 850 سنة.من اجمل واروع المناظر الطبيعية في تلك المنطقة الجبلية.. فالشلالات الهادرة تصادفك بأكثر من مكان واتجاه.. اما اكبرها واجملها فيستطيع السائح ان يتسلق الطريق الضيق القديم بزمن يقل عن نصف ساعة ليصل الى اقرب نقطة في الجبل تمكنه من الاستمتاع برؤية تلك الشلالات الجميلة والمساحات الخضراء الشاسعة التي تحيط بها.بين تلك القمم العالية والثلوج المتناثرة هنا وهناك والانهار الجارية والشلالات الهادرة والمساحات الخضراء المزدانة بألوان واشكال الزهور والورود والشجيرات المختلفة والاشجار العالية, تقع عيناك على استراحة الجنة

. paradise

.. وهي مكان جميل يستقبل الزوار على مدار العام, يضم مقهى صغيرا ومطعما كبيرا بني على الطراز القديم وجلسات اخرى متنوعة مزودة بالكراسي الخشبية (الأنتيك) ومدافئ الحطب القديمة نظراً لبرودة المكان طوال اشهر السنة. يقال ان المستكشفين الأوائل لهذه المنطقة اطلقوا عليها بعفوية اسم “الجنة”, نظرا لجمالها الطبيعي الخلاب وانسحب الاسم على تلك الاستراحة الجميلة ايضا.كما تضم منطقة الجبل متحفاً صغيراً مزوداً بأدوات تكنولوجية حديثة, يعرّف الزائر والسائح التاريخ الجيولوجي والطبيعي والزمني لها.. كذلك هناك مركز معلومات للزوار وفندق للراغبين في الاقامة وغيرها من الاماكن الترفيهية.لقد حالفنا الحظ في ذلك اليوم المشمس الذي لا يخلو من البرودة.. فقضينا اكثر من عشر ساعات متجولين بين تلك الغابات الكثيفة المترامية, وبين الجبال الشاهقة وقممها العالية, والطرق المتعرجة, وبين التلال الصغيرة والوديان المتميزة بجريان انهارها واحجارها الملونة الغريبة, وفي آخر المطاف وعناء تلك الساعات وصلنا الى اقرب نقطة لمشاهدة قمة “مونت رينيير” الجليدية الشهيرة.كانت الرحلة ممتعة ومغامرة تستحق عناء التسلق الجبلي على الاقدام والخوف من الارتفاعات الشاهقة والطرق الجبلية المتعرجة الصعبة والبرودة الشديدة في عز الصيف. حقاً تستاهل كل هذا التعب


********
ختامها أيسكريم
********
في سويعات المساء الاخيرة وقبل غروب الشمس – علماً بأن غروب الشمس يتم بين الثامنة والتاسعة مساء – بدقائق غادرنا منطقة الغابات و”مونت رينيير”.. وبعد اقل من عشر دقائق استقبلنا على الطريق ذلك المقهى الصغير, الذي اجبرنا, بجمال مكانه وروعة هندسة بنائه البسيط وبإعلانه الكيبر الذي يتصدر امتداد الشارع العام الطويل, ويظهر لنا واضحاً ملوناً بأشهى أطباق الايسكريم الجميل. اقول اجبرنا على التوقف والنزول لتناول ما لذ وطاب من انواع الايسكريم.. كان اطيب وألذ ايسكريم تذوقته في مدينة سياتل والذي منحني بعض الدفء في عز “البرد الجبلي”.

m_alshafei@hotmail.com

*************************************************************************************