برنسيس إيكاروس

Monday, June 30, 2008

# قراءة في رواية ليلة الجنون #

_____________________________________
________________________________________


*********


منى الشافعي

منى الشافعي في مكتبتها




*****





كتب جمال محمود في جريدة الوسط



*******



منى الشافعي




تبحث عن الأشياء الجميلة المختبئة في الذات و تقول


الناقد المحلي الجاد غائب عن الإبداع الكويتي


********************************

امتدت تجربة الكاتبة الكويتية منى الشافعي على مدى مساحة واسعة من الزمن، خاضت في مجملها أنواعا عدة من الكتابة ما بين القصة القصيرة التي كتبت فيها مجموعات عدة، وبين المقال الصحافي الذي كتبته لفترة طويلة، بالطبع إلى جانب رسوماتها التشكيلية خصوصا لأغلفة قصصها وكتبها.انغمست الشافعي من خلال أعمالها القصصية في قضايا مجتمعها، خصوصا الاجتماعية منها والمتعلقة بالمرأة.ومنذ صدور مجموعتها الأولى «النخلة ورائحة الهيل» الصادرة عام 1992 عرفت الشافعي أنها قاصة، ولكنها أخيرا فاجأت الوسط الأدبي بصدور روايتها الأولى «ليلة الجنون» والتي استقبلت استقبالا طيبا، لتجمع بذلك بين الرواية والقصة القصيرة.عن تجربتها الأدبية وروايتها الأخيرة كان لنا معها هذا اللقاء


************


بداية بعد خبرتك الطويلة في الكتابة بمن تتأثرين؟

- أستطيع أن أقول إنني أصبحت الآن بعد تجاربي الكتابية أتأثر بنفسي فلا أشبه احدا غيري، وقد بدأ خطي الإبداعي يحدد نفسه ليحددني، فها أنا أتأثر بالوجود الإنساني الذي يحيطني بأحزان البعض وهمومهم، أفراح الآخرين، عذابات النساء او تمردهن، تطلعات البسطاء، معاناة المساكين، اوجاع المسنين، فرح الطفولة، آهات المحبين، وسهر العاشقين، وهناك تأملاتي الخاصة البعيدة ودهشاتي من الحياة التي لا تنتهي، هذه هي الأجواء التي اصبحت تهيّج قلمي للكتابة وتستدرج حرفي، وتزيد فوضويته ان كان رافضا لبعض صور الحياة التي تحرم المرأة من حريتها وتمارس عليها يد الجلاد والتسلط والظلم، بصراحة المرأة بكل مكوناتها هي عالمي الذي اغرف منه ابداعاتي والا فلماذا انا امرأة؟ فعالم المرأة ايضا يثير في قلمي جنونه اذا وقفت عوائق تافهة في وجه المرأة وتطلعاتها ورغباتها، فلماذا دائما المرأة تُلام في مجتمعاتنا الشرقية؟! لا أدري، وبالتالي مهما تأثرت بالآخرين ففي النهاية لا اريد ان أكون امتدادا لأحد، وطبعا لن اكون، لأن لكل مبدع او كاتب خصوصيته ونكهته التي تميزه عن باقي النكهات، والاختلاف جميل ومطلوب في الحياة، لأن الأذواق ايضا مختلفة، فهناك من يعجبه ما أكتب، وهناك من يرفضه، وهذا شيء طبيعي، ولكن ما يدريني ربما أشبه احدا بعيدا جدا لا اعرفه، ولم ألتق يوما بحرفه، ولم يقرأ حرفا من سردي، ذلك لأنني اعتقد ان الحياة الإنسانية في جميع المجتمعات شرقا وغربا، شمالا وجنوبا متشابهة في عناصر الحياة الايجابية والسلبية، لذا فعطاءات المبدعين تكون متشابهة ومتقاربة في الرؤية، ومختلفة من حيث الطرح وأسلوب وأدوات الكاتب الإبداعية.



ايضا ما الذي يثيرك للكتابة او يحفز قلمك لها؟


- لنقل زقزقة العصافير، صهيل الخيول، ماء قطة، وجوه الأطفال، ابتسامات الاحباب، نظرات العتاب، ثرثرة المقربين، نقاشات الأصدقاء، حقد الحاسدين، همسات المحبين، وعذابات العاشقين، وكل تلك الصور الحياتية المتناقضة تثير قلمي وتحفزه للكتابة، فأنا «مجموعة» من كل هذا الخليط الإنساني الجميل الذي يمارس على تأثيره الممتع في الوعي واللاوعي والذي أحبني، فكونني من دقائق اموره وصغائرها لاصبح إحدى كاتبات مجتمعي الصغير الجميل



كيف ترين النقد لأعمالك؟


- اعتقد ان النقد عامة عبارة عن دراسة متأنية للأعمال الإبداعية وتحليلها ومحاولة لإعادة اكتشاف النص او العمل الإبداعي، وتفكيكه وتسهيل فهمه على القارئ والمتلقي وبيان قيمته الذاتية، وهناك مذاهب كثيرة للنقد، كما يعتبر النقد بحد ذاته عملية ابداعية ايضا.لذا اعتقد ان النقد لم يواكب حركتي الإبداعية، وكان دوره سلبيا في تجربتي، إلا ان هذا لم يبطل حماسي وعشقي وولعي في الكتابة، لأن هناك قراء يحبون ما اكتب، فالناقد الذي تخطاني سهوا او عمدا اصبح لا يعنيني الآن، ولن يضيف الي شيئا، فقد تجاوزت هذه المرحلة، إذ انني اطور نفسي ذاتيا من خلال عملية الاحتكاك بالأدباء والمبدعين والمثقفين والكتاب والاصدقاء الذين يحيطونني بالرعاية الإبداعية ويوجهونني ويرشدونني - من الجنسين - وأنا لهم شاكرة وممتنة، كما أن الاطلاع والقراءة والسفر والاختلاط والاحتكاك بثقافات جديدة متنوعة، كل هذه العوامل ساعدتني على تخطي سلبية النقد، ولكن الحقيقة، هناك ظاهرة او لنقل حالة لافتة إلى النظر، وهي غياب النقد المحلي الجاد عن متابعة هذا الزخم من الإبداع المحلي، وهذا لا يعني عدميته، لكن يبقى المبدع عندنا يعاني ندرة النقد، ربما لقلة رموز النقد العلمي الموضوعي، وطبعا هذه القلة لا تفي بما تفرزه الساحة الادبية المحلية من تنوع ابداعي كثيف، نتمنى ان يتحسن الوضع مع الاجيال الشبابية المقبلة من المبدعين



معنى ذلك انك راضية عن تجربتك؟


- الرضا احساس نسبي، كالإحساس بالجمال في الحياة.. اعتقد انني اتمنى جزءا من هذا الاحساس مادمت لا ازال مستمرة في عطاءاتي الابداعية.. لانني اذا رضيت عن نفسي رضا مطلقا فمعنى هذا انني اعلن موتي كمبدعة، ولانني لا اريد ان اعلن موتي فها أنا أبحث عن الاشياء الجميلة، والأجمل التي لا تزال مختبئة في داخلي.. وعن أشياء أخرى مندسة في الذاكرة تنتظر اشارتي للقفز على بياض دفاتري




بعد صدور روايتك الاخيرة هل توقفت عن القصة القصيرة؟-


لا.. بل هناك مجموعة قصصية جاهزة للطباعة، أتمنى طباعتها العام المقبل مع زحمة اعمالي واشغالي، فضلا عن رواية جديدة قطعت في كتابتها مرحلة معقولة.. وقصة قصيرة سأنتهي من وضع رتوشها الاخيرة، وثمة فكرة واضحة لرواية اخرى كتبت محاورها وتركتها طبعا لتختمر، الى جانب سفرة طويلة ستأخذني بعيدا عن كل تلك الامال والتطلعات والرغبات الكتابية، ولكن هل في العمر بقية؟ حتى أنجز ما يتقافز في ذهني وقلبي من ابداع، دعواتك ودعوات القراء الذين يحبون أعمالي ويتصفحونها




كيف ولدت لديك فكرة رواية «ليلة الجنون»؟


- كانت هناك فكرة تدور في رأسي، وبعد ان اختمرت احسست برغبة ملحة في الكتابة، وهكذا بغفلة مني بدأت اكتب واكتب.. وولدت هذه الرواية، لم أسع اليها ولكن .. هذا ما حصل.الست معي في ان الفنون متصلة ومتداخلة؟ فكيف هو الأدب من قصة وشعر ورواية؟





!ليلة الجنون ما دلالة عنوانها؟


- جنون البطلة في الليلة الأخيرة من زمن الرواية، اوصلها الى كسر المألوف فانفلت تفكيرها وفاض خيالها بتفسيرات فلسفية وامور معقدة وتمنيات مستحيلة.. وهذه صفات من سيصل الى جنون مؤقت أو مستمر، فقد تخطت البطلة كل الحواجز الاجتماعية، واثارت رغباتها المكبوتة من دون حدود بحيث تجاوزت حدود زمانها ومكانها ومجتمعها والمنطق المعمول به بحثا عن الطمأنينة والراحة والحرية المطلقة والسعادة.المعروف ان العقل ارتبط دائما بالمنطق والنور والوضوح والفهم والنهار والطمأنينة، اما عكس هذا فهو غياب العقل والفوضى والغموض والظلام والخوف ،والليل والذي ارتبط بحالة أو نوع من الجنون ومن هنا استوحيت العنوان




معروف عنك انك ترسمين أيضا، فهل صورة الغلاف من رسمك؟


- أعتقد ان الفنون متداخلة ومتصلة وعلاقتها حميمية ومتلازمة، وبالتالي فكلها ممارسات جمالية وابداعية خلاقة، ورسوماتي البسيطة التي تزين كتبي لا تنفصل عن اعمالي الابداعية، بل تصاحبها، لأنني اعتبرها مكملة لها، وتعبيرا آخر عن الكلمة انما بالريشة والالوان، وجمالية أخرى تضاف الى العمل الابداعي، فالادب والفن تعبير وتجسيد عن حالة معينة، اي كأنهما صوت واحد باختلاف أدوات التعبير، وهي علاقة رائعة بين الكلمة واللون والريشة والقلم، ولو نظرت الى لوحة غلاف الرواية فسنجده يعبر عن حالة البطلة





ثمة سؤال يجعل القارئ في حيرة، هل انتهت الرواية أم بدأت؟


نهاية الرواية مفتوحة لتحريك عقل القارئ ورغبته، وسارة البطلة ما هي الا نموذج لعشرات غيرها في مجتمعنا يعيشون حالة القلق والخوف والترقب بسبب مجتمع ظالم يملي عليهم وصايته وأوامره ونواهيه، ويتدخل حتى في صغائر أمورهم ودقائقها، ويفرض عليهم كل ما يثير في دواخلهم حالات الرفض والتمرد، وبالتالي هذا النوع من الاشخاص كبطلة الرواية مثلا الرافضة والمتمردة على كل تلك الامور الحياتية التي لا يتقبلها فكرها وعقلها، ربما يقودها هذا الاختلاف وتلك المعاناة، الى حالة جنون او رغبة في الانتحار والخلاص من هكذا حياة سلبية، لذلك انهيت الرواية بهذه العبارات القليلة «هل انتهت رواية سارة ام بدأت؟ سؤال مستحيل، لكن مَن قال ان الاسئلة المستحيلة ستظل بلا اجابات الى الابد؟





ثمة انطباعات عدة توحي بواقعية هذا العمل، كيف ترين ذلك؟


- في الرواية تعميق لحالات الطلاق المتنوعة ولتقبل المطلقات حالاتهن الجديدة كل وفق ظروفها ورغبتها، لاننا في الحقيقة اصبحنا أخيرا مجتمع طلاق، فلا تخلو أسرة أو عائلة من حالة طلاق لأسبابه المتعددة.والرواية مستمدة من الواقع، فهي رصد وتدقيق في بعض الأمور الاجتماعية الحياتية المتنامية في المجتمع وتقلباته وتبدلاته وتأثره بأمور أخرى عالمية ممتدة، فنحن نعيش في عالم اصبح كالقرية مترابطا ومتداخلا، ولسنا بمعزل عن معطياته ومتغيراته التي تستفز الكاتب للكتابة والاشارة عنها



لماذا تعمدت ان يكون لبطلة الرواية صوتان؟


- في الرواية صوتان للبطلة تعمدت ترك تفسيرهما لذكاء القارئ ولتحليل واكتشاف الناقد وفق مذهبه النقدي



من قرأ الرواية يظن أنها سيرة ذاتية، فهل هي كذلك؟-


الرواية ليست جزءا من سيرتي الذاتية أبدا.. فحين تلقفتني الجامعة واحتضنتني بين أسوارها، كنت متزوجة بعد أن عشت حالة حب جميلة توجت بزواج ناجح مستمر حتى الآن والحمدلله- أمسك الخشب- كما انني لا اشكو من عدم وجود الحرية في حياتي كما هي البطلة.. بمعنى ان الرواية لا تشبهني.. ما يربطني بها فقط انني عشت في المجتمع الجامعي موظفة وطالبة مدة تزيد على 28 عاما، وبالتالي لدي خزين وحصيلة كبيرة لقصص وحكايات كانت تدور حولي، وكنت - ككل الكتاب - عينا راصدة لهذه الحالات، ومن هذا الخزين او المخزون الذي يستحل جزءا من ذاكرتي، جاءت احداث هذه الرواية.. فجزؤها الواقعي طبعا من ذلك المجتمع وأجزاؤها الخيالية قفزات من ذهني وقلبي.. لأنني لا اعيش بمعزل عن مجتمعي لا الصغير و لا الكبير، وبالتالي فكتاباتي تحاكي الواقع المعيش وتلامس معطياته بكل تنوعها وصورها وإفرازاتها




ثمة قضايا اجتماعية عدة في الرواية و ما الزمن الذي دارت فيه حوادثها؟


زمن الرواية اكثر من عقدين بقليل.. ومكانها بين الكويت وأميركا.. فيها اشارات خفيفة عن فترة الغز والاحتلال والتحرير وما بعده من تطوير عمراني واقتصادي وما صاحبه من تغيير في نفوس البشر، وفي رغباتهم وأولوياتهم وتطلعاتهم.. فالتغيير طال كل شيء.. هناك إشارات عن الحياة الاجتماعية بما فيها حقوق المرأة السياسية.. هناك بعض الأشياء الغريبة التي تحدث للبطلة لتميزها عن الإنسان الطبيعي، ومنها لحظة ولادتها الغريبة.. كذلك تخيلاتها ورؤيتها لأمور لا يراها غيرها.. من الأمور المختلفة في الرواية تضمينها لقصائد لإحدى الشاعرات المشهورات.. سعدية مفرح.


كيف تتوقعين قبول الرواية؟-


الحقيقة، لا أتوقع ان تعجب روايتي كل الأذواق، فالذائقة الأدبية تختلف من شخص لآخر.. فكل قارئ له الخيار في تقبّلها او رفضها.. ربما هناك من يرتاح لأحد فصولها فقط.. وربما هناك من يتحفظ عن فصل آخر وهكذا، فهذا حق الجميع.. أما الناقد فله مطلق الحرية في ما يكتب عنها لأنها تجربتي الروائية الأولى، وحتما سأستفيد مما يكتبه عنها حتى اتفاداه في روايتي المقبلة.. وأكيد هناك من الأصحاب الأدباء والقراء المقربين من سيقدم إلي توجيها او نصيحة وأولهم كان زوجي «أبو حسام».نبهني الى أنني اطلت في شرح حالة مريم وطلاقها وارتباطها بآخر.. وهذه ملاحظة جيدة سأهتم بعدم تكرارها في اعمالي المقبلة.. وحتما هناك كثير من الملاحظات التي ستنورني من الأصدقاء اتمنى ذلك لأنه سيغنيني عن النقد ان تجاوزني ايضا في هذه المرحلة، وشاكرة وممتنة لكل القراء والمهتمين

Saturday, June 28, 2008

* نادي إقرأ الأدبي*

_______________________________________

_________________________________________





كتبت منال في 9 يونيو 2008






انتهيت قبل يومين من قرائة رواية “ليلة الجنون” للكاتبة الكويتية منى الشافعي (برينسيس ايكاروس). شدتني الرواية كثيراً ولم استطع التوقف عن القرائة حتى انتهيت منها. تمزج الكاتبة واقع الحياة الاجتماعية في الكويت, وبعض الاحداث التاريخية التي مرت بها الكويت. ترسم الكاتبة صورة الحياة الاجتماعية الكويتية من خلال قصة رائعة عن فتاة حالمة, تعيش في المجتمع الكويتي كأحد عناصره المهمين.
الرواية تتميز بحس شفاف رائع, يصف بدقة الاحداث الممزوجة بالفن الانتيكي والشعري. جذبني وصف الاماكن التي دارت فيها الاحداث, وجرأة الكاتبة في وصف مشاعر واحاسيس بطلة الرواية. تحمل الرواية افكار جميلة تساهم في دورها على التعايش في مجتمع صحي ومثالي
لا اريد ان استرسل بالكلام ووصف الرواية اكثر من اللازم, حتى لا اتسبب بحرق الفكرة على من يتطلع لقرائة الروايةانها فعلا تستحق القرائة, والتمتع في سحر الكلمات الحالمة من خلال صفحات القصة
غلاف الرواية من تصميم الكاتبة وبريشتها الرقيقة
هذا الكتاب " رواية (ليلة الجنون) للكاتبة منى الشافعي " كتب في 9 يونيو 2008 في الساعة 10:14 م ومصنف بهذه التصنيفات:
روايات. يمكنك متابعة التعليقات على رواية (ليلة الجنون) للكاتبة منى الشافعي عن طريق ملف الخلاصات RSS 2.0. ”

** رواية ليلة ألجنون *

______________________________
_________________________________
تباع رواية ( ليلة الجنون ) في الكويت

في مكتبة فيرجن في

مارينا مول

السالمية

****
كما تباع في بيروت في

المؤسسة العربية للدراسات والنشر

بيروت ، الصنايع ،بناية عيد بن سالم

المركز الرئيسي

ومكتبات شارع الحمراء الأخرى

****
كما تباع في الأردن / عمّان

دار الفارس للنشر والتوزيع

****
تباع عن طريق مكتبة نيل وفرات الالكترونية


ومكتبة أدب وفن الالكترونية




عن طريق الطلب من خلال النت

Friday, June 27, 2008

** سفر الحبايب **

حسام .. مليسا .. فيصل .. يوسف

*********






*********
اليوم الجمعة 27 يونيو سافر أحبابي الحلوين


الى مدينة شيكاغو/ أميركا


لقضاء الإجازة السنوية


والتجول في مباهج ومسرات ومتع أميركا


بالسلامة


يا


دفئي وحنيني


****


Thursday, June 26, 2008

* قراءة في رواية ليلة الجنون *

____________________________________
____________________________________________

غلاف الرواية

******

كتب هشام صلاح الدين في جريدة الوطن
في روايتها ليلة الجنون
**************
تقول الكاتبة : من قال أن الأسئلة المستحيلة .. ستظل بلا إجابات إلى الأبد ****************************************************
:العنوان.. عتبة الدخول إلى النص.. وهنا نطالع »ليلة الجنون« كعنوان.. بالقراءة ندرك انه عنوان افتراضي لليلة لم تحدث في الواقع، انما جاءت في الخيال!وإذا كان هناك من اعتقد.. في تجارية هكذا عنوان، فان الروائية.. تفاجئ هذا المتلقي في نهاية العمل بسؤال يجيء في ص282: »هل انتهت رواية سارة أم بدأت؟ سؤال مستحيل.. لكن من قال إن الاسئلة المستحيلة، ستظل بلا إجابات إلى الأبد؟«.الآن.. لكل مبدع حينما يشرع في فعل كتابة ما.. فكرة / ايديولوجية، ويبقى لنا ان نقبل هذه الفكرة.. او لا نقبلها، من خلال التناول / الطرح، الذي يحصل الكاتب ـ بمقتضاه ـ على مساحة واسعة من الحرية، تلك التي تنغلق عليه في نهاية العمل
*******!
هذا التساؤل الذي جاءنا من منى الشافعي.. إنما يحيل بنا إلى المرأة الكويتية ـ هكذا وبكل بساطة، فسارة هي ابنة طائفة ـ عجز حبها الاول عن الاكتمال، بسبب عصبية والدة الحبيب »خالد«، وتمسكها بتقاليد وعادات بعينها.. لنذهب مع المتن الروائي هنا وهناك، اسقاطات على حالات ومشكلات مجتمعية، حتى وان غادرنا المكان / الكويت.. إلى أمريكا أو غيرها من البلدان.. فأينما نسافر يسافر معنا الوطن.. بكل ما اودعه فينا من ثقافة، قليل من يستطيع تجاوزها.. وكثير هم الذين لا يستطيعون الفكاك!بداية الرواية ـ سارة طالبة في الجامعة.. تحب استاذها د.خالد.. تتجاوز عن حب زميلها يوسف، ولما يدرك الأخير ميلها إلى الأستاذ يكيد لها، لكن أيمن الزميل المثالي.. يكشف المكيدة، ونتواصل مع عجز د. خالد عن تحقيق رغبته في الزواج من سارة.بداية عادية جداً، يشترك المتلقي فيها مع الكاتبة في توقع الكثير من سرديات الآتي، ولأن الكاتبة توزعها الهم المجتمعي، نرى ليلى صديقتها، تهجر حبيبها »أيمن« لتتزوج بالدكتور سعد، هذا الذي تحول إلى سلفي بين ليلة وضحاها!بدءا من ص38 ونحن نشعر بالإسقاط على كل ما هو مجتمعي/واقعي، لنقرأ: »تعرفين أن الحسد في ديرتنا الحبيبة، يغطي الصين ويفيض على الهند«.. وفي ص41 ما يؤكد على حياة الرفاهية التي تعيشها سارة لنقرأ: »بعد هذا الشريط السينمائي اليومي المثقل بالهوم والمشاكل، تحركت من مكاني، أرخيت جسدي المرهق على فراشي الوثير، أغمضت عيني أغازل النعاس واسترضيه«.إذن نحن أمام إنسانة مرفهة/ مثقفة كذلك، وإذا كانت السينما قد استفادت من الفن الروائي فهنا نحن أمام استفادة الرواية من الفن المسرحي أو السينمائي إذ نقرأ ص46: »يوسف بصوت جهوري واثق لا يخلو من غصة وارتجاف: يا جماعة، أعتذر بشدة لأختي الغالية سارة، ولأستاذي الفاضل الدكتور خالد، لأنني في لحظة غضب لئيمة أسأت إليهما، أعتذر وأطلب الصفح ومستعد للعقب«.رؤية.. وأشياء أخرىحينما ننظر إلى: »صوت جهوري واثق« نرى تناقضا عند استكمال الوصف: »لا يخلو من غصة وارتجاف!« فصفة الثقة تؤكد القدرة على القول والاسترسال بوضوح.. أيضا: »في لحظة غضب لئيمة« كان يكفينا أن نقرأ: »لحظة غضب« دون إحالة إلى نوع هذا الغضب، هذا الاعتذار يجيء منسجما مع رؤية الكاتبة للعالم الذي أرادت بناءه على الورق، والذي اتسم بنزعة التطهر إنسانياً.. ليصبح الواقع الذي يحتمل السلب والإيجاب، هو المكان الذي يشهد الأحداث/ الكويت.مالت منى الشافعي إلى استخدام محسنات لغوية كثيرة.. وإلى الإسهاب في الوصف، وتكرار استخدام كلمة »جرس« بمعنى صوت ولو أمضينا في هذا التكرار لوجدناه تجاوز مائة مرة على الأقل:(ولأن لمشاكل المجتمعية التي أرادت الكاتبة معالجتها ـ روائياـ كثيرة.. فقد أخذت الكثير من جماليات الفن الروائي.. فنحن أمام هم طائفي.. غيرة وحسد.. حب وعذاب وثنائيات كثيرة، استدعت من الروائية خلق شخصيات كثيرة، تجيئ كلها لتعرية الواقع.. ولتتكئ عليها »سارة« بطلة العمل في البوح
الذاتي، وكشف دواخلها
*********
.وجاءت الشافعي بحيلة نثني عليها، اذ جعلت لسارة صوتين، ربما دلالة على العقل والقلب.. الواقعي والخيالي الصوتان يلتقيان احياناً
يختلفان في أحيان اخرى، إلى أن ينتصر صوت سارة الداخلي.. صوتها هي عند النهاية.ليس هذا فحسب، بل ان هناك ثمة صورة/مشهد يتكرر لفتاة تراها.. لنقرأ ص 263: »بعفوية التفت صوب النافذة، وإذا بوجه فتاة ابيض، جميل، باستدارة القمر، متألق أما العينان الواسعتان، فكانتا تشعان بريقا غريب الألوان، بهرني غاب الوجه وأنا لم أكمل التفاتتي«.فنتازياإنه نداء ما يأخذ بسارة إلى عوالم ميتافيزيقية، تستدعيها إلى الخوض في تفاصيل ميلاد أسطوري هو ميلادها، لنقرأ في ص213 في حوار بين سارة ووالدتها: »سارة حبيبتي، عندما كنت في غرفة الولادة في المستشفى، وبدأت علامات الولادة تزداد وتظهر على جسدي، حقنني طبيب الولادة بحقنة تخدير خفيفة، حتى تخفف آلام الطلق الحادة، فكنت أطلق وكأنني بين الصحو والنعاس.. وعند طلقتي الأخيرة، خيل إلي أنني رأيت شعاعاً من نور، متعدد الألوان« اخترق زجاج النافذة بقوة غريبة، واتجه نحوك لحظة خروجك من رحمي، أعتقد أن ذلك الشعاع هو الذي جعلك تصرخين صرختك الأولى، لاستقبال هواء الحياة بقوة غير متوقعة، أذهلت الطبيب، وأرعبت من حوله من المساعدين«.هذا المشهد/ البوح.. يدعو إلى قبول/ استثناء ما لسارة، صاحبة الميلاد »الفنتازي«.. الحياة الاستثنائية التي عاشتها وحتى بلغت الأربعين من عمرها.. بتجربتي حب، الأولى مع د.خالد والثانية مع الشاعر فيصل خليفة.. والتنازع النفسي داخلها.. أيهما تحب.. ومن الذي يسكن قلبها؟!ليلة الجنونتجئ »ليلة الجنون« العنوان/ الحالة، انسجاماً مع الفنتازي.. خروجاً من كل ما هو واقعي/مرفوض لدى سارة، لنقرأ بظهر الغلاف ما جاء بـ ص270: »رحت أقتات صمتي الذي طال.. ما أطولها من ليلة! فجأة بدأت أحدث نفسي: »لماذا يريدونني أن أكون مثل كل الناس.. أحب.. أتزوج.. أنجب.. أكبر.. أشيخ.. ثم.. وتنتهي الحكاية؟ هذا ما يريدونه حتى هو، فيصل، يريد أن يتزوجني كي يسجنني في قفص حبه إلى الأبد! ماذا لو أردت غير ذلك، شيئاً آخر غير مألوف؟! أريد الحب فقط«.وتختتم الكاتبة أمنيات سارة بالقول: »ماذا لو أريد أن أحب، ولا أريد أن أعترف بهذا الحب إلا وقتما أشاء وأرغب؟!«.كل هذه التساؤلات.. تجيء كمحاولة للتصدي في وجه أعراف مجتمعية، لا تعطي المرأة قبولاً ما بإعلانها الحب.. إنما عليها انتظار مجيء الإعلان، أيضا هذا الرفض الواضح بألا تكون مثلها مثل كل الناس، فسارة أكاديمية وشاعرة مرموقة، ما أتاح للكاتبة تضفير الكثير من المعلوماتية، سواء عن الشعراء والفلاسفة.. البلاد والفنون وغيرها داخل المتن الروائي.هموم مجتمعيةيبقى أن الرواية تنازعها الهم المجتمعي في أكثر من جزئية ما أدى إلى تشظي سارة هنا وهناك، وأربك فنيات العمل، خاصة عند المباشرة بالمشكلات المجتمعية.. مثال ذلك الذي نقرأه ص 265.. في خلفية صورة العرس المتخيل بين سارة والشاعر فيصل خليفة.. ولكثرة المشكلات التي أرادت فإن حصر تلك المشكلات وإبرازها استغرق أيضا ص266.. ولعل المقالة. وهي أحد فنون الكتابة يمكنها استيعاب ذلك أكثر من العمل الروائي.. وذلك تجنباً للشتات، كذلك لأن الفن الروائي ليس مطالبا بتقديم الحلول، لهذه المشكلات بتنظير ما!
نحيي الكاتبة منى الشافعي على روايتها »ليلة الجنون« التي جاءت في 282 صفحة من القطع المتوسط عن المؤسسة العربية للدراسات
والنشرـ بيروت .. طبعة أولى 2008

Saturday, June 14, 2008

* َّأعطني حريتي .. أطلق يدي *




يؤلمني.. كمواطنة.. كامرأة.. ككاتبة، ان حريتي الشخصية محجوبة عني، وفي تضاؤل مستمر تكاد تلغيني، لذا اتساءل: كيف لي ان أؤدي دوري في الحياة الاجتماعية العامة، وأشارك بفعالية في تحريك عجلة التنمية والتطوير في ديرتي الجميلة، خاصة التنمية الثقافية، اذا كانت أبسط حقوقي الإنسانية مسلوبة مني؟ فكيف أُبدع أو أبتكر أو أَبحث لأكتب في غياب حريتي؟! لذا، اعتقد ان الحرية المشروطة بالضوابط والنواهي والظواهر ذاتها مرفوضة.. فهي اهانة للنفس البشرية الحرة، وتدمير للكيان الإنساني

.بصراحة، لقد تقهقرت الحريات الشخصية في مجتمعنا المتحضر، بشيء ملحوظ وملموس، وازداد الغلو بالتدخل في خصوصيات الناس جميعا، رجالا ونساء، من قبل فئة متطرفة، غير مدركة ان من حق الفرد الاختلاف عن غيره، سواء في العقيدة أو الرأي أو التعليم أو اللبس أو غيرها من مقومات الحياة الاجتماعية اليومية

*******

جميل في الإنسان ان يملك حرية نفسه واتخاذ قراراته الشخصية في طريقة عيشه وأسلوب حياته وطريقة تفكيره والتعبير عنه، اما البشاعة فحينما ترسم لوحة حياته الشخصية بألوان داكنة بسبب بعض القوانين الظالمة، لتنغص عليه حياته الطبيعية فتضيق حريته الخاصة، وتقيده بسلاسل صدئة، عفنة، لتخنقه.. وبالتالي، اذا كانت مساحة الحرية ضيقة وغير مريحة للحراك البشري والجهد الإنساني في مجتمعنا الكويتي، فانها ــ مساحة الحرية ــ بالضرورة ستشكل عائقا للتنمية والتطوير عامة، وللتنمية الثقافية خاصة، وستقف حجر عثرة في وجه التطور والتحضر والتقدم للديرة.. وهذا ما نلمسه ونشعر به ويمارس علينا، ككتاب ومبدعين وباحثين وإعلاميين في المحيط الثقافي، فإن مستوى الحريات أقل من المعدل المطلوب، بحيث تضيق مساحته كلما اقتربنا من الحديث أو الكتابة عن السياسة أوالعادات أو التقاليد أو الدين، فهناك من يهب لمحاسبتك على كلمة أو جملة اعتراضية غير مقصودة أو تساؤل عفوي، أو حتى حرف في مقالتك أو نصك الابداعي أو بحثك الاجتماعي أو حتى العلمي.. متناسين ان الحرية الخاصة من أولويات وأبجديات الكتابة بكل أنواعها، وهي العمود الكونكريتي لبناء التنمية والتطوير، وتوعية المجتمع ثقافياً واجتماعياً وعلميا في ظل العولمة وحضارة القرن الواحد والعشرين.. وبالتالي لن تثمر الكتابات
والابداعات والبحوث ذات الحرية الناقصة المحدودة، ولن تساعد على عملية التنمية، فلا تنمية من دون حرية واسعة منطلقة شفافة

*******
اما بالنسبة للمبدعين خاصة، فغياب الحرية قد يقتل الابداع، أو يشله، أو يحجمه، أو يلغي أهدافه، ويقضي على سمة الجمال فيه، وللمرة الألف نردد: حين توجد مساحة معقولة من الحرية يزدهر الابداع، ويبدأ المبدع يكتب بلا خوف أو خجل أو عيب أو حرام، وبالتالي يتحرر من كل العوائق الصلبة التي تقف في طريقه، ومن هنا تبدأ وتترعرع التنمية الثقافية وتزدهر

*******
.نتمنى ان تتحرر الأقلام الكويتية من عبودية الآخرين الذين ينادون بالعيب والحرام في كل شيء، ويمارسون الوصاية على الراشدين والبالغين من الكتاب، بطرق تعسفية مرفوضة اجتماعيا وإنسانيا، ناهيك عن حريات الأطياف الأخرى من المجتمع الكويتي التي تُمارس في حقها تلك الوصاية وأبشع التعديات على حريتها الشخصية

******

إضاءة ـــ
*****
اضرب ما دام الحديد حاميا

ـ مَنْ ركبَ الحقْ غلبَ الخلقْ

m_alshafei@hotmail.com

Monday, June 09, 2008

* قراءة في رواية ليلة الجنون *

___________________________________
________________________________________
غلاف الرواية

منى الشافعي



قراءة في رواية ليلة الجنون للأديبة منى الشافعي


منى الشافعي تؤكد جنون القارئ الواعي في «ليلة الجنون
************************************
**كتب فيصل السعد في جريدة الراي* *

***********************
ليس من البساطة بمكان، البدء في سرد مذكرات شخص ما حتى وان كان كاتبا سواء كان قاصا أم شاعرا، اذ ان المذكرات تشترط تأريخا كتابيا معينا يحوي العديد مما لم يذكره الاخرون لانهم لم يمارسوه.والممارسة هنا يجب الا تكون عادية، حتى لو مورست بل انها يجب ان تضطرنا إلى رفع حواجبنا استغرابا، وهكذا تأريخ يحتاج إلى عمر مزاولة طويل يمنح صاحبه عمرا اطول، يستطيع فيه تجميع ما مر به من أحداث، فالمذكرات يجب الا تعتمد على حدث واحد او احداث عدة تحمل لونا واحدا.المذكرات يجب ان تختلف في احداثها ولحظاتها وايامها، من اجل ان تمنح صفة مذكرات.في الصفحة الخامسة بالتمهيد لرواية «قوة الأشياء» ليسيمون دي بوفوار استعرضت بعض الاعتراضات في الخارج ومنها من كتب او قيل لها: «ان ذلك العمل مبكر اكثر مما ينبغي، فليس من ورائك مؤلفات بقدر كاف»، او «انتظري حتى تتمكني من ان تقولي كل شيء، فان الفجوات، والسكوت عن اشياء يمسخ الحقيقية»، وايضا «انك تفتقرين إلى التقهقر الزمني، او انك اخيرا تنكشفين اكثر في روايتك».ولكن «منى الشافعي بعد قراءتنا لروايتها الجديدة «ليلة الجنون» حاولت ان تحقق ما ارادته دي بوفوار من روايتها هذه فقد ذكرت: «كان ينبغي في تلك الفترة التي سأتحدث عنها، ان احقق ذاتي، لا ان اكونها».وقد استطاع الاثنان دي بوفوار والشافعي ان يحققا ذاتيهما. اذ ان تحقيق الذات عملية صعبة جدا، لا يمكن الوصول اليها الا بصبر وتضحية وذاكرة قوية.
عاشقها الأول كان حبها الاول يحمل اسم خالد او الاصح كانت هي تمثل حب خالد الاول. جربته فوجدته بعيدا عن الماهية التي تبحث عنها، ففضلت الابتعاد عنه لاطول مدة ممكنة حتى اتعود فراقه ويتعود هو على حياته الجديدة ومتى احقق طموحي ورغبة أمي التي دائما تردد: امنيتي يا ابنتي ان تدرسي في الجامعة، التي تخرج فيها والدك «رحمه الله».عن حبها الأول تقول: «حينما اشتد عليّ التفكير وتكومت التساؤلات امامي، كيف ستنتهي تلك الليلة معه، وانا التي رفضته مرتين وكيف سأقنع امي برفض محام بارع وشاب وسيم؟ والأهم ابن عمتها الغنية والوحيدة».انها ما فكرت بان هذا المحامي سيكون الوريث الوحيد، ولكن القلب لم ينبض له، وربما لم تجد سارة من يمنحها نبضة الحب المنتظرة، ولكن هذا الافتقار للحب لا يشجعها على تجربة ثانية بعد التجربة الاولى الفاشلة، والتي عملت حبا بالوالدة، وانتهت بعد فترة قصيرة.لذلك فقد وجدت السفر إلى الخارج للدراسة يمثل هروبا شرعيا من هذا الحبيب الثقيل، وقد استمر الفراق اربع سنوات كان فيها قد تزوج بالتأكيد، لانه غير صبور ولم يحمل الحب الحقيقي.لبست الرواية لباس التذكر، لان حوارها دار بين «سارة وسارة»، في المكان الذي يكون عادة في دولة غربية اخرى من هنا جاءت زيادة الحاسة السادسة ضرورية جدا، رغم انها لم ترتبط بحدث او زمن معين او اي ارتباط تأريخي... والمتلقي بهذه الرواية قد يسميه صوت العقل الباطن، او صوت الذات او المحذر او المذكر، لكنه كان رائعا لانه انسل إلى مساحة الغربة الواسعة ليشغل جغرافية ذهنية كبيرة.«أخبرتني والدتي... سارة حبيبتي، عندما كنت في غرفة الولادة في المستشفى وبدأت علامات الولادة تزداد وتظهر على جسدي «حقنني» طبيب الولادة بحقنة تخدير خفيفة، حتى يخفف آلام الطلق الحاد، فكنت اطلق وكأنني بين الصحو والنعاس، وعند طلقتي الاخيرة، خيل اليّ انني رأيت شعاعا من نور، متعدد الالوان، اخترق زجاج النافذة بقوة غريبة واتجه نحوك لحظة خروجك من رحمي، اعتقد ان ذلك الشعاع هو الذي جعلك تصرخين صرختك الاولى وعند طلقتي الاخيرة احسست اني رأيت شعاعا من نور متعدد الألوان».قاطعتها سارة: «لكن يا امي شعاع الشمس الصباحي لا يخترق الزجاج بالقوة التي تؤكدينها، ولا يخترق الاجساد او يدخلها بالسهولة التي تؤكدينها، ولا يخترق الاجساد او يدخلها بالسهولة التي تتحديثن عنها... لم نسمع بهذا، ولا حتى بالاساطير».
الاتكاء على الذات الحاضرةحاولت ان تلعب دور «سارة» المتحركة القادرة على الابداع والاتيان بالجديد بعد تصفح اوراقها والنظر في الاوراق التي لم يقرأها الاخرون بعد، وعكفت على الفلسفات الاغريقية القديمة ثم الحديثة، والتعريج على هذا اللون الثقافي، يؤكد ان سارة كانت وما زالت تبحث عن الجديد من اجل توسعة اطارها الذهني ثم بدأت تحدث ذاتها عن الفلاسفة الذين تعشقهم متذكرة حكايات عن فيثاغورس وفولتير الذي اكد بان «الحب انتصار الخيال على الذكاء، ان نهاية الحياة كئيبة ومنتصفها لا يساوي شيئا، وبدايتها مضحكة وذكرت سارتر واخرين».ان ذكر هؤلاء من شأنه ان يعطي لونا مشجعا للقراءة، لان النتاج الادبي عندما يضم اكثر من لون يكون مشجعا على المتابعة، وقد ضمت الرواية مقطعا من قصيدة لبدر شاكر السياب واكثر من مقطع للشاعرة سعدية مفرح، ولكن الملاحظة التي لابد من ذكرها بالنسبة للشعر هو انه كان بالامكان اعطاء ما تمت كتابته للشاعرة سعدية والطلب منها كتابة مقاطع تدور بالحدث ذاته، كي لا تأتي مقاطعها بعيدة عن الحدث بسبب التفاوت التأريخي، رغم ان مضامين المقاطع كانت متقاربة مع الرواية، اعتمادا على اختيار الكاتبة
******
الخاتمة
*****
رواية منى الشافعي الاولى تبشر بالخير وتشجعنا على ان ننتظر الجزء الثاني لها.فقد ذكرت في الصفحة الأخيرة: «هل انتهت رواية سارة أم بدأت.سؤال مستحيل... لكن من قال ان الاسئلة المستحيلة ستظل بلا اجابات إلى الابد ؟

العمل الاولي يمثل امرأة حاملا تنتظر الولادة، ولكنها لا تدري متى، وها نحن سننتظر الجديد من الشافعي في المستقبل القريب

Sunday, June 08, 2008

كتبت جريدة القبس

____________________________________
________________________________________


اصدارات جديدة
منى الشافعي ترصد ليلة الجنون
*******************
• بعد ست مجاميع قصصية أصدرت الكاتبة الكويتية منى الشافعي روايتها الأولى «ليلة الجنون» عن طريق المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت.وتعتبر هذه الرواية الأولى في رصيد الشافعي منذ بدأت النشر سنة 1992 بمجموعة قصصية بعنوان «النخلة ورائحة الهيل» تلتها خمس مجاميع قصصية أخرى هي على التوالي: «البدء مرتين» (1994)، «دراما الحواس» (1995)، «أشياء غريبة.. تحدث» (2002)، «الآتي من الشمال» وهي مجموعة قصصية مترجمة إلى اللغة الإنكليزية بالاشتراك مع آخرين (2004)، «نبضات الأنثى» (2005)، كما صدر لها كتاب مقالات صحفية بعنوان «للكتابة لون آخر» عام 2005.وقعت الرواية في 283 صفحة من القطع المتوسط، ضمنتها مقاطع شعرية استعارتها من دواوين الشاعرة سعدية مفرح بما يتناسب وأحداث الرواية

*****************.

فقد كتبت على الغلاف الخارجي هذا المقطع من «ليلة الجنون»:«رحت أقتات صمتي الذي طال.. ما أطولها من ليلة! فجأة بدأت أحدث نفسي: لماذا يريدونني أن أكون مثل كل الناس.. أحب.. أتزوج.. أنجب.. أكبر.. أشيخ.. ثم.. وتنتهي الحكاية؟ هذا ما يريدونه. حتى هو، فيصل، يريد أن يتزوجني كي يسجنني في قفص حبه إلى الأبد! ماذا لو أردت غير ذلك، شيئا آخر غير مألوف؟! أريد الحب فقط، أحلق في سماواته، وأطوف بأراضيه وأتسلق جباله، وأشرب من جداوله، وأسبح في بحاره، أشتعل بعذاباته، تدخلني لذته لحظة أشاء، وتعطرني رائحته الشهية حين أحتاج أن أتعطر بالزعفران. ماذا لو أريد أن أحب، ولا أريد أن أعترف بهذا الحب إلا وقتما أشاء وأرغب؟!»

Friday, June 06, 2008

* برلمان .. حكومة .. مواطن *







انتهت عملية الانتخابات في جو ديموقراطي آمن ونزيه.. ونجح بعض المرشحين بلقب نائب، وبالتالي فإننا كبلد ديموقراطي يجب أن نتقبل - كمواطنين - هذه النتائج ونتعامل معها باحترام، ونحاول أن نتفاءل.. حتى نعيد نظرة التفاؤل إلى المواطن الكويتي، وحتى لا ييأس من البرلمان مرة أخرى، كما لاحظنا كيف أن هذا اليأس انسحب على عملية التصويت الأخيرة التي سجلت أضعف نسبة في الدوائر الانتخابية الخمس عامة، وكون البرلمان مؤسسة تمثل الشعب، لذا نتمنى عليه أن يهتم بعمله الأساسي، وهو وضع التشريعات وتطويرها، ومراقبة أداء الحكومة بشفافية، والتواصل مع الناخبين والاستماع إليهم، وهذا الجزء من صميم عمل النائب

**********
.وها هي حكومتنا الجديدة تطل علينا أيضاً.. لذا يتمنى المواطن أن تستطيع تلك الحكومة بكفاءاتها أن تعيد للديرة هيبتها ومكانتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، من خلال خطة عمل زمنية واضحة وسريعة، وتبني برنامج تنموي عام وشامل، حتى تكون بمستوى طموح المواطن.كما نأمل أن يؤدي نجاح العملية الانتخابية إلى تفعيل الوعود التي طرحها المرشحون (النواب) الذين فازوا بمقاعد البرلمان، معربين للمواطن الكويتي عن مصداقيتهم واهتمامهم بناخبيهم.. حتى يسترد كرامته وراحة باله ويعود له الأمان على نفسه ومستقبل أجياله القادمة

*********
على الحكومة والبرلمان أن يتذكرا أنهما من هذا الشعب الكويتي الطيب وفي خدمته وخدمة هذه الديرة الجميلة، وعندها سيتم التجانس بينهما ويرحل التأزيم.. ويبدأ التعاون بكل صوره وتتعزز المساعدة بين الطرفين، لتبدأ مرحلة التنمية والتطوير والتغيير والاهتمام بالقضايا الوطنية الملحة، من أجل إعلاء شأن هذا الوطن الحبيب .. هذا ما يتمناه كل الشعب الكويتي في المقبل من الأيام، من السلطتين التشريعية والتنفيذية، بدلاً من استمرار الصراعات المختلفة وامتدادها بينهما، التي أقلقت المواطن وأحبطت همته
*********
إضاءة
****
:التنمية والتطوير والسعادة للمواطن الكويتي، مسؤولية كبيرة، ملقاة في ملعبي الحكومة والبرلمان.. فلننتظر لنرى