برنسيس إيكاروس

Sunday, March 29, 2015

فقر الرفاهة !





كتبت منى الشافعي

فقر الرفاهة!

****

• فليطمئن هذا المواطن، لأنه لا فقير ولا مسكين، إنه فقط يشكو من حالة «فقر الرفاهة»

***.
   نتحدث عن الفقر، ولكن هل تساءلنا يوماً ما هو الفقر ومن هو الفقير، وهل للفقر أشكال وألوان، وكيف نحد منه، أو نتغلب عليه إن وجد في مجتمعنا ككويتيين؟ لذا حاولت أن أبحث لتساؤلاتي عن بعض الأجوبة، وهذا ما استخلصته عن الفقر من اطلاعي وبعض قراءاتي.
    للفقر والفقير أكثر من تعريف، والأهم «إن الفرد الفقير، هو من يفتقد الدخل الكافي للحصول على المستويات الدنيا من الغذاء، الملبس، التعليم، الرعاية الصحية والسكنية، وكل ضروريات الحياة واحتياجاتها التي تكفل له مستوى لائقاً من المعيشة».
    كما أن الفقر نسبي يختلف من بلد إلى آخر، وليس صفة، بل هو حالة يمر بها الفرد. وحسب حقوق الإنسان الدولية، فالفقر هو «وضع إنساني، قوامه الحرمان المستمر، أو المزمن، من الموارد، الإمكانات، الخيارات، الأمن، القدرة على التمتع بمستوى معيشي لائق، وكذلك من الحقوق المدنية، والثقافية، والاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية الأخرى».
***
     ومن وجهة نظري الشخصية، وحسب المعطيات السابقة، لا أعتقد أن هناك فقيراً كويتياً. فديرتنا تتمتع بقوانين ولوائح دستورية واضحة تكفل للمواطن جميع حقوقه المدنية والسياسية، والاقتصادية والاجتماعية، والثقافية. كما تحفظ له حياة كريمة لائقة، فالتعليم متوافر للجميع، والرعاية الصحية والعلاج مكفولان للصغير والكبير، وهناك دعم مستمر والوظيفة مضمونة للجنسين، والسكن متوافر، وإن طالت المدة لسنوات، وهناك بدل إيجار رمزي لكل أسرة لا تتمتع بسكن خاص.
ولا نغفل هنا دور المساعدات المادية عن طريق وزارة الشؤون الاجتماعية، وبيت الزكاة، واللجان الخيرية الأخرى، وكذلك مساعدات الأشخاص المحسنين، وبالتالي، أعتقد هذه الحالة، التي تسمى الفقر، ليس لها وجود في القاموس الكويتي بمعناها العالمي المتعارف عليه. ولكن هناك فقر كويتي من منظور آخر يسمى «فقر الرفاهة».
***
      وفقر الرفاهة يعني، أن هناك مواطناً لا يقنع بما عنده، يطلب المزيد دائماً من كل شيء، ويتمنى الحصول على كل جديد في الحياة، يرغب في السفر المتكرر، يريد تغيير وتجديد كل كمالياته بأسرع وقت، إنسان متطلب، يرغب، يريد، يتمنى، و.. و.. و... وربما حتى يحقق كل هذه الرغبات، يضطر إلى أن يستدين أكثر من مرة، وحين يغرق ببحر ديونه يطلق على نفسه «مواطن فقير أو مسكين». ربما اشتعال الغلاء الذي طال كل شيء في الديرة، ساعد في ظهور هذه التسمية. ولكن فليطمئن هذا المواطن، لأنه لا فقير، ولا مسكين، إنه فقط يشكو من حالة تسمى «فقر الرفاهة»، فليحمد ربه على ديرته الأم الحنون.

القبس 29 مارس 2015
m_alshafei@hotmail.com
@alshafei_m

Wednesday, March 18, 2015

لغة الرثاء موجعة



كتبت منى الشافعي



لغة الرثاء موجعة
• حين يسكنُ قلبَ الإنسان. حزنٌ ما، ويُحنيه الوجع، تغيب عنه كل أبجديات العالم، وتعانده بشدة أفكاره.

*********

    لا أدري.. كلما أردت أن أكتب حرفاً تتوقف أقلامي عن الكتابة وتجفّ أحبارها، وتتسمّر يدي على الورقة.. أنا التي لم أتوقف يوماً عن الكتابة منذ طفولتي!
    نعم، إنها حقيقة الإنسان، حين يسكنه الحزن ويحنيه الوجع تغيب عنه كل أبجديات العالم، وتعانده بشدة أفكاره، فكيف سأكتب اليوم عن رحيلك المفاجئ يا ابن أخي «ليث» الغالي، فقيدنا الشاب، والحزن يلفني بعتمته يا «عميمة»، والوجع يعتصرني بلا رحمة؟!
     لم أتخيل أنني سأمسك بقلمي يوماً لأرثيك، إنه لأصعب الأيام وجعاً وإيلاماً على نفسي، وأثقلها عذاباً وهمّاً، على نفوس أسرتك ومحبّيك، ولم أكن أعرف لغة الرثاء الموجعة هذه، حتى يوم فقدك.
ها أنت رحلت باكراً، وتركت في قلوبنا غصة، جمرة ستظل مشتعلة. ولكن، «وَبَشّر الصَّابرينَ الَّذ.ينَ إذَا أَصَابَتْهُم مُّصيبَةٌ قَالُواْ إنَّا للّه وَإنَّا إلَيْه رَاجعونَ».
* * *
ها هو الشهر يمر موحشاً حزيناً، ولا نزال نستشعر فقدك، ونحس بغيابك، وتدمع قلوبنا، فحين عجلّت الرحيل، قسوت علينا يا «عميمة»، وتركتنا في ذهول اللحظة! فقد كنت إحدى شمعات بيت أخي التي انطفأت بغفلة من وعينا، «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».
لقد رحلت حاجّاً، معتمراً، وابناً بارّاً بوالديك، لا سيما والدتك المريضة. فقد جسّدت إيمانك بالسهر على راحتها وعلاجها - في الخارج - تسعة أشهر، فهنيئاً لك هذا الفوز. قال تعالى «كُلُّ نَفْسٍ ذَائقَةُ الْمَوْت ثُمَّ إلَيْنَا تُرْجَعُونَ».
ستظلّ ذكراك يا الغالي، عطرة في حياتنا، نسأل الله العلي القدير أن يغفر لك، ويرحمك، وأن يلهمنا الصبر والسلوان على فراقك، وأن تتلقفك فراديس الخلد بأياديها الحنونة. عزاؤنا في ابتسامة صغارك «الحلوين»، الله تعالى يحفظهم ويحميهم، خلفاً لك يا ابن أخي الغالي.

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
alshafei_m@

Thursday, March 12, 2015

أين ذهبت ديرتنا الجميلة؟!



كتبت منى الشافعي

 

أين ذهبت ديرتنا الجميلة؟!

******

• ناطحات السحاب ذات الواجهات الزجاجية لا تتناسب مع بيئة الكويت الحارة والصيف الطويل، حتى أصبحت العاصمة بلا ملمح يميزها!
***********

  تعرّضت ديرتنا الجميلة إلى طوفان العمارة الأجنبية الحديثة، خصوصاً العاصمة التي سكنتها حركة تغريب منذ أكثر من عقدين، فقد غزتها المباني الشاهقة/ ناطحات السحاب ذات الواجهات الزجاجية الكبيرة، علماً بأن هذا الطراز المعماري الحديث لا يتناسب مع بيئتنا الحارة، وصيفنا الطويل. ومن الناحية الاجتماعية، فإن عدد السكان قليل ولا يحتاج إلى هذا الكم من الشقق، كما أن ثقافة السكن الكويتية لا تفضل السكن في الشقق، وأغلبية العمالة الوافدة عمالة هامشية لا تستطيع دفع الإيجارات العالية لهذه الشقق الديلوكس.. والأنكى أننا لا نزال نسمع ونقرأ عن مشاريع جديدة لأبراج حديثة، خصوصاً في العاصمة. كما أن هذا الطراز طال المباني الخاصة والعامة، حتى أصبحت العاصمة بلا ملمح يميزها، خصوصاً أن مبانيها القديمة غابت أغلبيتها تحت معاول الهدم.
     في زخم هذه المباني الحديثة والأبراج المرتفعة، والمولات الحديثة، ومبان أخرى لمشاريع متنوعة مقبلة، هل تساءلنا أين اختفت مدينة الكويت العتيقة؟ أين ذهبت الديرة الجميلة التي تربينا بين بيوتها الطينية البسيطة، ومعالمها التراثية الجميلة، ومبانيها المعمارية المتميزة؟!
     ديرتنا العتيقة.. كانت جميلة تشبه كل المدن العتيقة، لها حضور تاريخي يزيد على الثلاثة قرون، يعانقها البحر، ملتفاً حول أكثر أجزائها بكل فرحة وشموخ، فلماذا أهملنا هذا الموروث العمراني الجميل ببساطته، والأجمل بروعة أشكاله؟!
***
      نعم، نحتاج إلى تغيير، ولكن بخلق فكر عمراني إبداعي جديد، يركز على تطوير العمارة التراثية الكويتية/ العربية/ الإسلامية، وليس على طمسها ومحوها تماماً! كما نحتاج إلى تجميل المباني العامة والخاصة بعناصر تراثية فنية جميلة، وإلى نصب تذكارية، نستقيها من تراثنا الفني المحلي/ العربي الأصيل، وما أكثره وأغناه إبداعاً وتميزاً.
      وهكذا، فإن الاحتفاظ بالمدن العتيقة هو الذي يشكّل شخصية أي أمة، ويمنحها هويتها، ويعترف بوجودها التاريخي.. فلماذا أهملنا شخصيتنا الكويتية، ونسينا هويتنا العربي؟!



منى الشافعي



m_alshafei@hotmail.com
@alshafei_m

القبس في  12 مارس 2015

Thursday, March 05, 2015

الشباب ووقت الفراغ !




كتبت منى الشافعي



الشباب ووقت الفراغ !

******

• نتمنى على القطاع الخاص بمؤسّساته وشركاته المختلفة أن يبادر ويشارك في إنجاح هذه الخطة الوطنية.

***************************************************************************
    يقول الخبر الذي نشرته جريدة القبس أخيراً «إن نسبة الطفولة والشباب 5 ـــ 24 سنة تبلغ %56.8 من إجمالي عدد المواطنين، وإن متوسط أوقات الفراغ لدى الشباب 6 ساعات يومياً»، وهذا ما دفعني إلى الكتابة.
     بما أن أكثر من نصف السكان الكويتيين من الشباب، وبما أن الشباب ـــ من الجنسين ـــ الأكثر قدرة على العطاء، فقد بادرت الدولة مشكورةً إلى استحداث حقيبة وزارية خاصة بالشباب، لأهمية دور الشباب في بناء حاضر الديرة ومستقبلها. ولقد قامت الوزارة بطرح خطة لتمكين الشباب ـــ من الجنسين ـــ من استغلال وقت فراغهم الطويل، والاستفادة من طاقاتهم الإيجابية، ومواهبهم الإبداعية، وأيضاً بالترويح عنهم، بحيث تشمل هذه الخطة كثيراً من الأنشطة المختلفة والاهتمامات الشبابية المتنوعة، ولكن «يداً واحدة ما تصفق»!
     لذا، هناك أيضاًَ الجمعيات التعاونية في كل منطقة من مناطق الكويت. وهناك جمعيات النفع العام وغيرها. وذلك كل وفق تخصّصه وقدراته وإمكاناته المادية والمعنوية، غير متناسين هنا ماذا يريد الشباب - من الجنسين - أنفسهم؟ فهناك من الشباب من يحب الرياضة البدنية بتنوع ألعابها، وهناك من يعشق الفنون من موسيقى وغناء ومسرح، ومن يحب بقية أنواع الفنون من رسم تشكيلي وتصوير، والكتابة الإبداعية بكل فنونها، والصحافة، وغيرها من الهوايات الملتصقة بشباب اليوم. ناهيك عن اهتمام البعض بالأعمال التجارية الصغيرة، وآخرون بالمخترعات العلمية، وغيرها من المتطلبات والطموحات الشبابية التي تتجدد في كل يوم، في هذا الزمن المتسارع المتغيّر. وبالتالي، على الجميع أن يتعهد ويلتزم ويوفر لهم الدعم والتوجيه والرعاية الكاملة، لملء ساعات فراغهم بما يحبون ويرغبون ويطمحون إليه. وبذلك نمتص سلبيتهم، ونكسب حيويتهم.
     فعلى سبيل المثال، لا الحصر، الجمعيات التعاونية في كل منطقة لها دور كبير في استثمار شباب منطقتها، فهي على الأقل قادرة على إنشاء أكثر من ملعب حديث في المنطقة، وباستطاعتها افتتاح نادي عائلي اجتماعي، يحتوي على أكثر من نشاط يستفيد منه كل الشباب، خير الجمعيات واااايد.
     ليتنا نطبق بعض ما يحدث في بعض الدول المتقدمة! فمن الممكن أن يقوم أثرياء المنطقة باحتواء شبابها ومساعدتهم بتوفير ما يحتاجونه من أماكن ترفيهية معرفية وتعليمية مجهّزة بكل ما هو جديد وحديث، والحمد لله يوجد عندنا في كل منطقة أكثر من ثري، وأكثر من راغب في فعل الخير.
     لذا، التعاون مطلب وطني، والمشاركة جميلة من جميع المؤسسات والجمعيات والشركات الخاصة والعامة، ومن جميع الأفاضل المقتدرين مادياً والمتطلعين الى فعل الخير. وذلك بسرعة تفعيل عجلة خطة استغلال وقت فراغ شبابنا الطموح، الذي هو أمل الديرة ومستقبلها الواعد.
فهل هناك في الديرة من يلتفت مشكوراً، ويبادر ويساعد في التنمية البشرية الشبابية؟

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
@alshafei_ m
القبس في 28 فبراير 2015

ضاحية الجابرية.. مجمع تجاري كبير


كتبت منى الشافعي



ضاحية الجابرية.. مجمع تجاري كبير

*******

• أصبحت بلا ملمح ولا هوية.. اختناق، تلوث وإزعاج.
********************************************
     تعاني ضاحية الجابرية السكنية من الازدحام والاختناقات المرورية، خصوصاً في ساعات الذروة. فتلك الضاحية الجميلة، الجاذبة، غادرها جمالها لتصبح منطقة طاردة، ذلك حين تشرفت بوجود عدد من السفارات والملحقيات. وحين تزاحمت فيها مباني المدارس الخاصة والحضانات الملونة، وحين سكنتها بعض المرافق العامة والخاصة، والمؤسسات والمكاتب والشركات، كذلك المحال التجارية المختلفة، واتيلات الأزياء. ناهيك عن وجود ثلاثة مستشفيات كبيرة خاصة وعامة، وعدد من المراكز الطبية الكبيرة. أما عيادات الأطباء والصيدليات، فعددها يفوق احتياج السكان. أما صالونات السيدات، فحدث ولا حرج - جاكليت -. كما هي المعاهد والنوادي الصحية، وغيرها.
ولن نغفل تلك العمارات والبنايات الشاهقة التي أخذت تزداد أفقياً وعمودياً، والأهم أنها تفتقد مواقف سيارات كافية، وحين تقترب منها تشعر كأنك في الديرة/ الداون تاون، ولست في ضاحية سكنية خاصة بالمواطنين.
***
     أما الأنكى والأمرّ، فحين تتجه إلى قطع الضاحية المطلة على الدائري الرابع، فستجد نفسك وكأنك تتمشى في مجمع كبير، فستستقبلك المقاهي المختلفة، والمطاعم المتعددة وبقربها أكثر من معهد صحي، ومسجد، ومدرسة، ومحال تجارية، والأهم مركز الضاحية الكبير، وعدد من البنوك، وغيرها من المرافق والمباني الحيوية المهمة. وبالتالي، فإن الشوارع المتقاطعة التي تحتضن هذا الكم من المقاهي والمطاعم والمؤدية إلى بقية المرافق والمباني تكثر بها الاختناقات والمخالفات المرورية، وتزداد أبواق وأضواء السيارات اشتعالاً، وغيرها من الأمور المزعجة في تلك الشوارع، وذلك لكثرة أعداد المرتادين، لا سيما في بداية فترة الظهر وحتى آخر الليل.
* * *
هكذا، الجابرية تشرفت، تكلفت، ثم تضررت.. اختناق، تلوث، إزعاج. حتى أنها أصبحت بلا ملمح ولا هوية. فهل هي منطقة سكنية أم استثمارية أم تجارية أم خدمية؟! بحيث شكّلت قلقاً لسكانها، لأن مشاكلها التي بدأت لأكثر من عقد يبدو أنها تضاعفت اليوم، ولا تزال فاتحة ذراعيها لكل مطعم جديد، مقهي حديث، عمارة عمودية بلا مواقف،... و... و...! يبدو أن الجابرية ينقصها مطار حديث لتصبح «مدينة الجابرية» تنافس العاصمة من دون منازع.
نتمنى على أجندة إدارة المرور، وضع الحلول السريعة لمنطقة المقاهي والمطاعم، لتنظيم حركة السير المعقدة، وفك التشابك المروري في شوارعها.
كما نتمنى من السادة المسؤولين في البلدية الالتفات بعين الرحمة إلى الجابرية، فقد شبعت وتضخمت من كثرة تراخيص البناء المتعددة الأشكال.


منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
alshafei_m@

القبس في 7 فبراير  2015
 
 

... وعيد الحب يتوسطهم!


كتبت منى الشافعي



... وعيد الحب يتوسطهم!

******

شاء القدر أن يزامل أفراحنا وأعيادنا الوطنية، عيد الحب

**********************************************

   مَنْ منّا لا يحب الفرح، ويسعى للحصول عليه، ويستدعيه في كل لحظة من لحظات حياته؟! فنحن شعب نحب «الوناسة»، ونعشق الفرح.

    ان لشهر فبراير عندنا نكهة غير النكهات، وفرحة غير الفرحة، وحلاوة خاصة، وحضوراً جميلاً يميزه، فهو شهر الحب والفرح بامتياز. فمن «هلا فبراير» الى عيدي الاستقلال والتحرير، تلك الأعياد الوطنية الغالية على قلوبنا، المُح.بة، ونفوسنا الطرية، مروراً بأيامه الربيعية الملونة بزهور النوير، اضافة الى عيد الحب الكوني Valentines Day، بورده الأحمر ومباهجه الحلوة، والذي يتوسط كل هذا التنوع من الفرح وذلك الحب ـــ 14 فبراير ـــ. فنحن كبشر نحتاج الى تحريك عاطفة الحب في كل مناسبة متوافرة، حتى لو اخترعناها.

     فليس أجمل من يوم عيد الحب الكوني، الذي يشعرنا بالفرح ويهدينا الجمال، ويوقظ مشاعرنا الطيبة، وأحاسيسنا الشفافة، التي ربما تكون غافية مع صخب وفوضى هذه الحياة التي نعيشها في هذا الزمن المنشغل، إلا عن نفسه .

      وهكذا شاء القدر ان يزامل أفراحنا وأعيادنا الوطنية عيد الحب. فلماذا يرفض البعض منا هذا اليوم الذي يذكرنا بالحب، ويشحننا بالفرح؟! فالحياة أقصر مما تتخيلون .

***

     إذاً.. لنعش الحياة. ومن حقنا ان نفرح، ونعبّر عن هذا الفرح. فشهر فبراير كريم بعطاءاته الحلوة الجميلة، ونحن نستاهل ان نغني، نرقص، نصفق، نتمايل، نحلم، نبتهج.. ونمارس كل ألوان المحبة والفرح. من حقنا أن نشتري الورد الأحمر ونهديه لمن نحب.. كيفنا. وعلى كل منغلق ورافض للحب والفرح ان يبتعد عن هذا الدرب.

يقول الشاعر الراحل رياض الصالح:

ماذا نفعل

اذا كان ثمة أعياد كثيرة للقتل

وعيد واحد للقبلة

قبلة، ووردة جورية حمراء لكل الرائعين ذوي القلوب الطرية، المشتاقة للفرح، المتعطشة لكلمة حب، المتعلقة بالحياة. فهل بإمكاننا ان نستغني عن الحب والفرح !؟ .

 

منى الشافعي

m_alshafei@hotmail.com

alshafei_m@

القبس 16 فبراير 2015

د. أحمد الربعي.. ذكراك موجعة!



كتبت منى الشافعي


د. أحمد الربعي.. ذكراك موجعة!

*******

• في الذكرى السابعة لرحيل الزميل أحمد الربعي، استذكار للهرم المقلوب و«الأربعائيات»، وشعاره الكويت جميلة.. تفاءلوا.

***********************
     رحلت باكراً يا أخي الغالي أحمد الربعي، وتركت لنا يوم الخامس من شهر مارس من كل عام، يوما دامعاً حزيناً. ها هي ذكراك السابعة تمر علينا ثقيلة موجعة. قلائل من الناس حين تتعرف عليهم، لا يمكن أن تنساهم أو تسلاهم، بل يظلون يسكنون قلبك قبل ذاكرتك، أنت أحدهم يا أبا قتيبة.
     اليوم، وكل يوم نشتاقك، نشتاق عمودك بالمقلوب المغرق بفلسفة أفكارك الحرة، وعمق رؤاك، واستشراف الغد. نشتاق أربعائياتك، تلك الاستراحة الاسبوعية الوجدانية المشتعلة بالأحاسيس والمشاعر الانسانية العطرة. كم نشتاق الى جلسات صباح العطلات، ونحن متحلقون حولك نستمع الى صوتك الهادئ الحنون المعبّر، وهو يمتعنا بأعذب قصائد الشعراء وأجملها، وكنت تنتزع تقدير المتابعين واعجابهم إلى حد الدهشة.
***
    من الأربعائيات أقتطف: «وصوت يجيء مع الصبح مثل قلوب الصغار نظيفا يحط على سطح قلبي، وينشر في المدن المستكينة شيئا من الكبرياء الجميل! هو القلب مرآتنا للأحبة في زمن للصفاء البديل!.. نريد قليلا من الهمس والدفء والوشوشات الجميلة، هل نطلب المستحيل؟! نريد أقل القليل»!
***
     أتدري يا أبا قتيبة، كم نحن اليوم نحتاج وجودك بيننا، نحتاج تعويذتك الرائعة التي لم ولن ننساها «الكويت جميلة.. تفاءلوا»! نعم نحتاج تفاؤلك في ظل أوضاعنا التي باتت بالمقلوب، نحتاج وجودك في ظل فوضى عالم اليوم وضبابيته التي ازدادت عتمة.. نعم لقد كان فقدنا موجعا حين سكت قلمك الرشيق في الصحافة، وحين انطفأت شرارة ابداعك في الاربعائيات، وحين اختفى صوتك العالي بالحق، وفكرك الحر من الفضائيات المختلفة.
      مع هذا أبشرك، فمعشوقتك الكويت لا تزال جميلة كما تركتها وستظل أجمل. وعزاؤنا انك باق في كل ما حققته من انجازات في مسيرتك الوطنية والانسانية، وحاضر في قلوب محبيك وبين أعينهم.
      اما انا فيكفيني فخراً ان صداقتك الجميلة مستني في مسيرتي الابداعية، فكيف انساك ولا يزال تشجيعك لي وثقتك في حرفي يسكنانني، كما تتناغم كلماتك دائما في اذني، تدفعني للكتابة الابداعية.
      يرحمك الله ويتغمد روحك في فسيح جناته، يا أخاً / صديقاً / أستاذاً... يغيب!

منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com
@
alshafei_m
القبس 5 مارس  2015