



***********
صافحتنا روحك الطاهرة مودعة، مبتسمة، مؤمنة بقضاء الله وقدره، متطلعة الى رحمته وغفرانه تعالى.. وتركت لنا الحزن على فراقك، والالم على فقدانك يا أبا قتيبة.. طفرت الدماء من قلوبنا حين توارت العيون وجمدت الدموع.أخاً عزيزاً وصديقا صدوقا كنت.. غاليا على اهل الكويت الذين احببتهم فأحبوك، ودافعت عن قضاياهم فقدروك واحترموك.. متفائلا لا تفارق الابتسامة محياك حتى في اقسى ظروف مرضك واحلكها.. قنوعا، صبورا، حين داهمك المرض واشتد عليك قلت بقلب يملأه الايمان وصوت هادئ واثق «عشت والحمد لله، 57، 58 عاما، حلوين»، يا لهذه القناعة وهذا الرضا وذاك الايمان.
اختارك الموت يا ابا قتيبة يوم الاربعاء، وكأنك بهذا الاختيار تودع أربعائياتك الرائعة والصفحة الاخيرة في «القبس»، ومتابعيك ومحبيك.. كانت الاربعائيات اول من يصـافح لهفة عينيّ حين امسك صحيفة «القبس» صباح كل اربعاء.. اما هذا الاربعـاء الحزين (5 مارس) فقد سكنتني موجة حزينة داخل نفسي تهدر بغياب الاربعائيات.. يا لهذا الاربعاء، ستظل مغروسة في أعماقنا تنبض بذكراك العطرة.. كيف ننساك ايها الاخ الغالي؟ إن انسَ، فلن انسى توجيهك وتشجيعك المستمر لي حين بدأت ارسم اولى كلماتي البسيطة على بياض دفاتري، ممتنة لك بالامس واليوم وحتى آخر العمر.
غيَّبك الموت يا ابا قتيبة واختطفك من بين ايدينا، فهنيئا للموت بك.. اجزم انك ترجلت عن جوادك ايها الفارس العنيد الجريء بقلب مؤمن وصدر منشرح ووجه مشرق مبتسم.. يا ابا قتيبة انك نجم لن يأفل نوره ولن يغيب عن سماء الكويت.. فعطاؤك السخي للوطن لا يزال ينبض حولنا.. وكلماتك الراقية المهذبة لاتزال منقوشة في عقولنا وقلوبنا.. وسيرتك العطرة لا تزال طرية مغلغلة في اعماق الديرة.. اما حركاتك فترتسم ببساطتها في خيالاتنا.. ومساحات حبك للكويت واهلها ستظل على اتساعها واخضرارها تزين الارض مفترشة التراب.. فالكويت جميلة، هكذا علمتنا، وستظل بذكراك اجمل ايها الغائب الحاضر في قلوبنا وبين اعيننا، والباقي على صفحات دفاترنا والساكن في احبارنا.
لن نوفيك حقك ولن تكفيك تلك الكلمات السريعة البسيطة.. فأنت أيها القامة الشامخة والهامة المميزة بحر، وهل هناك اكثر امتدادا واتساعا من البحر؟!
غصن زيتون اخضر على ثراك الطيب ايها المتميز، علما وفكرا وادبا وابداعا ومعرفة وخلقا واخلاقا وايمانا.. فإلى جنات النعيم وفراديس الخلد..
أتدري! لك وحشة احلك من ليالي الهموم يا أبا قتيبة.
m_alshafei@hotmail.com