الجابرية .. كذبة أبريل
الجابرية.. كذبة أبريل كتبت منى الشافعي |
![]() |
التفت فرحة إلى ابنتي قائلة: «يبدو أن المقاول وعماله المتميزين، وآلاته الكبيرة، وأدواته الصغيرة، وخبرة وزارة الأشغال، قد تكاتفوا وتعاونوا ليلة البارحة لإنهاء الأعمال في شارعنا، بشكل غير مسبوق». ابتسمت ابنتي لتبشرني: «يمه.. ليس شارعنا فقط، لقد أنهى المقاول العجيب كل أعماله المتأخرة/ المنسية في منطقة الجابرية كلها، فأصبحت كأنها مدينة جديدة (بقراطيسها)..» رددت والدهشة تسري في أوصالي: «إذاً اكتمل مشروع البنية التحتية وتوابعه بسرعة مكوكية.. طبعاً يا ابنتي، ألسنا دولة نفطية/ ثرية؟ إنها معجزة.. معجزة.. معجزة».
***
فجأة، صحوت على يد تربت على كتفي، أخذت عيناي ترتعشان، فتحتهما.. جاء صوت ابنتي: «يمه.. يمه.. كنت تحلمين وترددين بصوت مختنق، لكنه مسموع، مقاول، أشغال، شارع، حفرة، الجابرية، سيارة، معجزة، ماذا؟ هل كان كابوساً؟ وجريدة القبس مرتاحة بين يديك»، انتبهت، تحركت بسرعة إلى حيث الشرفة، نظرت أتفقد الشارع، عدت لأقول: «لقد قرأت ما كتبته القبس اليوم في «غير معقول».. ويبدو أن النعاس غلبني فغفوت، وفي الحلم تحققت أمنية سكان الجابرية».
التقطت ابنتي الجريدة، وأخذت تقرأ: «غير معقول.. أن يشتكي سكان منطقة الجابرية، «ق 9»، من وجود حفرة كبيرة عند مدخل القطعة منذ ستة أشهر، من دون إصلاحها من قبل المقاول ولا وزارة الأشغال رغم الحوادث والعراقيل التي تسببها السيارات».. ضحكت قائلة: «يمه، انظري إلى الروزنامة.. اليوم هو الأول من أبريل.. وحلمك كان كذبة أبريل.. فلا تزال الجابرية تئن من خيبة شوارعها المحفّرة، وطرقاتها التالفة/ المرقعة.. ومخلفات المقاول المتكومة.. وكل سنة والجابرية أحلى وأجمل إن شاء الله».. نتمنى.
منى الشافعي
m_alshafei@hotmail.com