## للجمال شكل آخر ##
هذه الصور بعدستي
*************
للجمال متعة وزينة وراحة للعيون.. والاحساس به اكثر من متعة.. فمحاكاة الجمال له تأثير ايجابي في تفكيرنا واحاسيسنا، فهو يشعل مواهبنا ويحفز غيابنا عن اشياء كثيرة حولنا.. فبمجرد ان نلمح الجمال في شيء ما تترطب قلوبنا وتتفتح شهيتنا للحياة.. ونشعر بنور غريب ينبثق من دواخلنا فيغطي 'المكان'.'عرف ارسطو المدينة بانها المكان الذي يعيش فيه الناس حياة جماعية من اجل هدف نبيل'.'المكان' هنا، هو 'مدينتي الكويت' وتحديدا العاصمة، فقد كثر الحديث في الآونة الاخيرة حول اعادة تخطيط وتطوير مدينة الكويت العاصمة 'الديرة' تلك المدينة التي بدأت تفقد بريقها الجميل وملامحها الشابة النضرة وكهولة ماضيها البعيد، فقد غزتها تلك البنايات العمودية التي تمتد عشوائيا من دون تنظيم او رؤية جمالية، كما ان اغلب المباني الكلاسيكية ذات الطابع التراثي، ازيلت وحل محلها بنايات حديثة او ابراج عالية.. اما البحر الجميل الذي يسور 'مدينتي الكويت' بكل خيلاء فقد اختفت شواطئه الرملية النظيفة خلف المشاريع المختلفة التي انشئت على امتداد سواحله، لا سيما ونحن مقبلون على تخطيط وانشاء مدن جديدة وكبيرة، فكيف وعاصمتنا تشكو من تنافر عمراني وخليط من تكوينات هندسية ذات اشكال وألوان.. وفقدان الملمح والخصوصية.* * *وبالتالي، فنحن - كمواطنين غيورين - نريد مهندسا عمرانيا حضاريا، مبدعا، حالما وشاعرا يتغزل بها حين يعيد تخطيطها وتطويرها وتشكيل ملامحها الحيوية الجميلة، يتمتع بحس جمالي وذوق رفيع وابداع وتميز ما، بحيث يستطيع ان يعيدها 'عروسا للخليج' يهتم بالقيم الجمالية لكل شبر فيها.. يزين الدوارات بمنحوتات فنية، وينثر جماليات اخرى في الحدائق والساحات والشواطئ.. يزين الجدران العالية الباردة بحرارة الالوان النارية واللوحات الفنية.. ناهيك عن التشجير والتخضير في الفراغات وبين الشوارع والطرقات.نريده ان يهتم بالنسيج العمراني المتوازن سواء بالالوان او الاشكال او توحيد الواجهات وتزيينها، مع مراعاة الا يتناسى ان ما يزيد من جمال 'مدينتي الكويت' اطلالتها الرائعة على البحر وتميزها بامتداد سواحلها الجميلة، بحيث يمنحها خصوصية ويضفي عليها سمة متفردة، وذلك بتحديد الجوانب التي تتطلب التطوير واعادة التصميم، حتى ترقى الى مستوى التطلعات.. مع الاحتفاظ بما تبقى من المباني التاريخية التراثية وترميمها وتفعيلها.***'مدينتي الكويت' اشتهي ان تشدني اليها كلوحة فنية رسمها الفنان بدر القطامي وحدد ملامحها البحرية كماض وحاضر.. اريدها لوحة ملونة بريشة وحرفنة الفنان محمد قمبر.. اتمنى ان تناديني كامرأة جميلة متلفعة بثوب تراثي شفاف يظهر اكثر مما يخفي.. اريدها فتاة سافرة برشة عطر باريسي وماكياج خفيف، تغذي العيون وتريحها.. اريدها ذراعين جميلتين، تحتضن دهشتي وتسحب روحي اليها من بعيد، تغني لتطربني بصوت نوال العذب، وحس نبيل بنبرته اللذيذة يسحرني.. اريدها حيوية يافعة جميلة، اذا اقبلت عليها ادهشتني بدلالها، واذا بعدت عنها اذهلتني الذكريات.فالمدن، ليست مجرد مكان محشو بقوالب اسمنتية نعيش في داخلها ونسكن اليها.. المدن، لوحات فنية ابدعتها ايادي الفنانين.. قصائد عذبة سطرتها انامل الشعراء.. خيالات رحبة عطرتها اقلام المبدعين.. المدن ايقاع ونبض حياة.. فمتى تنبض